العيون الشرقية - إبن عيسى
استنكر مجموعة من أهالي قبيلة بني يعلى، الواقعة تحت النفوذ الترابي لدائرة العيون الشرقية في إقليم تاوريرت، التهميش والإقصاء الذي طالهم من طرف مسؤولي الجماعة القروية، وهو ما عبروا عنه صباح الأربعاء، بشعاراتهم في المسيرة الاحتجاجية التي خاضوها على الأقدام، للتعبير عن تنديدهم بهذا الإقصاء، والمطالبة بتدخل السلطات المعنية، لوضع حد لمعاناتهم.
ويعاني الأهالي منذ عقود من عزلة نتيجة الإقصاء الذي تمارسه في حقهم الجماعة القروية تنشرفي، بالرغم من المداخيل التي تدرها المنطقة على الجماعة، وخاصة من خلال ماتزخر به من مادة الأزير التي تعتبر مورد العيش الأساسي للساكنة، وبالرغم من ذلك فبني يعلا تعاني من تهميش في مختلف المجالات سواء الصحة أو التعليم أو الشغل وغيرها من ضروريات الحياة، والعزلة والتهميش الذي تعرفه المنطقة، هو ما جعل الساكنة تخرج عن صمتها للتنديد بما تعانيه من لا مبالاة القائمين على تسيير الشأن المحلي بجماعتهم ولإيصال صوتها للمسؤولين، للتدخل لإيجاد حل لمعاناتهم.
وأضاف "ليست هي المرة الأولى التي تخرج فيها ساكنة بني يعلا للاحتجاج، بل سبقتها احتجاجات أخرى مطالبة بالحق في تحسين ظروف حياتهم. وفي تدوينة له على حائط صفحته الفايسبوكية، كتب أحد أبناء المنطقة ممن يعايشون مرارة الحياة بها "قبائل بنو يعلا تزأر للمرة الثانية على التوالي وتنتفض ضد التهميش والإقصاء، بعد مرور أعوام عجاف لم تمطر الجماعة القروية تانشرفي مطر الرحمة، والذي كان يترجاه شعب الجبال من أجل إغراقهم بالمشاريع التنموية وإنقاذ أبنائهم من بطش العطالة والبطالة، وتوفير ماء الشرب وإنارة شموع الحرية".
وكان الأطفال لا يملكون ملابس تحمي أجسادهم النحيلة والتي نحتها الزمن بإتقان وصنع منهم أبطال الطبيعة يجوبون الجبال الشامخة، رفقة سرية من المعز يقاومون من أجل البقاء، وأن غياب قاعة العلاج لتضمد جروح الأمهات اللواتي يحطبن ويقشقشن من الغابة اليابسة، ليحضرن قطعة خبز حافي، وجرعة شاي ساخنة تروي الجوع الذي خلفته سنوات التهميش دليل خارق على تغطرس المسؤولين وإهمالهم لهذه القبائل المنسية.