الرباط - المغرب اليوم
كشفت قيادة جبهة "البوليساريو" عن أسماء الوفد الرسمي المشارك بالمحادثات المزمع إطلاقها من لدن هورست كولر، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل بالعاصمة السويسرية، وذلك في خطوة تروم تجاهل القادة الجزائريين للدعوة الملكية الأخيرة المتمثلة في إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور.
وأكد محمد سيداتي، ممثل جبهة البوليساريو بالاتحاد الأوروبي، في تصريح لوسائل الإعلام، "أن الوفد المشارك سيكون مُشكّلًا من "رئيس برلمان الجبهة" خطري الدوه، وامحمد خداد منسق جبهة البوليساريو مع بعثة المينورسو"، معلنا "إمكانية إضافة أعضاء آخرين دون المساس بالوفد الرئيسي"، في إشارة منه إلى إشراك وجه نسائي بجولة المحادثات المقبلة.
ولم يخف القيادي المكلف بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي تخوفه من فشل الجولة المقبلة من المحادثات، التي وصفها بـ"الجولة الملبدة أفقها بالكثير من الغيوم"، معبرا عن أمله في أن تشكل محادثات جنيف "انطلاقة جديدة لمسار المفاوضات المتوقف منذ سنوات" في ظل "إلحاح الولايات المتحدة ودول أخرى على اختزال عهدة المينورسو من سنة إلى ستة أشهر، ورهن التمديد الدوري للمينورسو بتقدم المسار التفاوضي"، حسب تعبيره.
وكان هورست كولر قد دعا، في وقت سابق، كلا من المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو إلى تلبية دعوة المشاركة في المحادثات يومي 5 و6 كانون الأول المقبل في جنيف، دون شروط مسبقة وبحسن نية، وشدّد على أن إجراء اللقاء، الأول من نوعه منذ توليه مهمة الوساطة الأممية، من شأنه أن يشكل حافزا مهما للدفع بعجلة المخطط الأممي لتسوية النزاع الذي عمّر لأزيد من أربعة عقود ونيف.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه جميع الأطراف المعنية بملف الصحراء قبول الدخول في محادثات مباشرة حول مستقبل النزاع، مطلع كانون الأول المقبل، ظل الصمت الجزائري سائدا، خاصة بعد دعوة الملك محمد السادس الجارة الشرقية إلى إعداد آلية سياسية مشتركة للتشاور وفتح حوار جاد بين البلدين الشقيقين، من خلال خطابه بمناسبة الذكرى الـ43 لذكرى "المسيرة الخضراء"، والذي شكّل فرصة قوية فتحت مجالات الترحيب والإشادة والتنويه من طرف دول عربية وأجنبية ومنظمات إقليمية ودولية.
وبخصوص الوفد الذي سيمثل "البوليساريو"، يرى عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أنه "يسير في نفس سياق التمثيلية السابقة في جولات "مانهاست"، حيث تحاول الجبهة إعطاء انطباع بأن هناك "برلمانا" يشارك في تدبير الملف، بالإضافة إلى بعض المسؤولين من الصف الثاني أو الثالث".
وأضاف البلعمشي، أن "الوفود التي يشارك بها المغرب عادة ما تكون على أعلى مستوى، وطبعها مؤخرا بعض التغيير على مستوى إشراك المنتخبين، خصوصا رؤساء جهتي العيون والداخلة"، مؤكدا أن ذلك "أمر جيد، ومن شأنه أن يطيح بشكل واضح بمقولة تمثيلية الصحراويين، التي تدعي جبهة البوليساريو حصريتها".
ورغم اختلاف المحادثات المرتقبة، من حيث السياق والمضمون، عن اللقاءات السابقة، يعتقد أستاذ القانون الدولي بجامعة القاضي عياض أن "التمثيلية المغربية يجب أن تنقص من مستواها ومن حجمها، خصوصا إذا كان للجزائر موقف متهرب من المشاركة في المحادثات، على أن يرفع من مستوى التمثيلية كلما حصل هناك تقدم"، مشيرا إلى أن "خصوم وحدتنا الترابية ليست لديهم إرادة سياسية ملموسة في التجاوب مع مساعي التسوية ومساعدة الجهود الأممية في هذا الباب".
وأكد البلعمشي في السياق ذاته أن "المرحلة تستدعي إبداء حسن نية جميع الأطراف، خصوصا أمام الدينامية المتجددة التي عبر عنها السيد كوهلر، المبعوث الشخصي للسيد الأمين العام الجديد"، مضيفا أن ذلك "يعطي أهمية بالغة لموعد كانون الأول المقبل لتأكيد تلك الإرادة أو نفيها".