الرباط - المغرب اليوم
لا حديث هذه الأيام على منصات التواصل الاجتماعي المهتمة بمناقشة الشأن العام بتزنيت، سوى عن مطالب المواطنين، الداعية إلى عزل المجال الترابي لعمالة تزنيت عن الأقاليم المحيطة بها، قصد حماية المنطقة من خطر جائحة "كورونا"، خصوصا وأنها لم تسجل إلى حدود اليوم أية إصابة بالفيروس.
وسجل موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" طيلة الأحد، عشرات التدوينات التي عبرت عن مطالب موجهة للسلطات الإقليمية بالتدخل العاجل والحد من جميع التحركات التي تربط إقليم تزنيت بكل من إقليمي اشتوكة آيت باها وسيدي إفني، لما تشكله من خطر على المنطقة، بسبب التنقل اليومي للعاملات الفلاحيات، وكذا ميناء سيدي إفني الذي يستقبل بشكل يومي عشرات الشاحنات القادمة من مدن تعتبر بؤرا لمرض "كوفيد-19".
وبخصوص هذا الموضوع، قال الفاعل الجمعوي جمال البركاوي، في تصريح ، إن "إقليم تزنيت مازال يحظى إلى حدود اليوم بشرف عدم تسجيله أية إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا" المستجد، وهو أمر لم يأت بمحض الصدفة، بل هو نتاج للوعي الكبير الذي أبانت عنه الساكنة المحلية، التي انخرطت بعقلانية في إجراءات الحجر الصحي، إضافة إلى العمل المتواصل والفعال لكافة الأجهزة الأمنية والصحية والإدارية بمختلف تخصصاتها، التي تبذل مجهودات جبارة على جميع المستويات".
واسترسل البركاوي: "ولكي نحافظ على رهان صفر حالة "كورونا" بتزنيت، أظن أنه حان الأوان من جانب السلطات الإقليمية قصد الاستجابة لمطلب المواطنين، القاضي بإغلاق جميع منافذ الإقليم وتوقيف الدينامية غير الضرورية التي تربطه بمحيطه".
من جهته، قال عبد الله أعراب، ناشط جمعوي بإقليم تزنيت، إن "عزل إقليم تزنيت عن محيطه أضحى ضرورة ملحة في الظرفية الراهنة؛ فبخصوص العاملات المتنقلات للعمل في المزارع والضيعات الفلاحية باشتوكة آيت باها، فعلى السلطات المحلية الاختيار بين خيارين؛ أولهما ضرورة إيجاد عمال محليين بالمنطقة للعمل هناك، أو بناء مساكن مؤقتة لهم بعين المكان، وبالتالي على العمال المتنقلين اختيار بين البقاء هناك، أو بين الخيار الثاني البقاء بمنازلهم هنا بتزنيت".
وختم أعراب تصريحه متسائلا: "كيف يعقل أن تفعل إجراءات كبيرة ميدانيا بالإقليم، وفي الوقت نفسه الاستمرار في دخول وخروج العمال والعاملات في الضيعات الفلاحية في ظروف نعرفها جميعا ولا يمكن تغييرها أبدا، وما يشكله ذلك من خطر على عائلاتهم، وبالتالي على تزنيت بشكل عام".
وبخصوص الخطر الذي يشكله ميناء سيدي إفني على المنطقة ككل، قال الفاعل المدني رشيد تيني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "نظرا إلى ما قد يشكله استمرار العمل بميناء سيدي إفني، ولأن المرحلة لم تعد تستحمل المزيد من التأخير والتماطل، فالمطلوب من السلطات التسريع بإغلاق الميناء، حتى لا يكون الباب الذي قد يأتي منه الوباء إلى المدينة وبقية المناطق المجاورة"
قد يهمك ايضا :
اكتشاف تأثير متعارض لحمية "كيتو" الغذائية الواسعة الانتشار حول العالم
واشنطن تشكل فريق عمل مُكون من 12 مسؤولًا للتعامل مع فيروس "كورونا"