خريبكة - المغرب اليوم
يعيش سائقو سيارات الأجرة الصغيرة في مدينة خريبكة، في الآونة الأخيرة، حالة من الغضب والخوف الشديدين بعد واقعة اعتداء دموي تعرَض له أحد السائقين على يد زبون، أسفر عن إصابة الضحية بجروح وكدمات وُصفت بالخطيرة بأنحاء متفرقة من جسمه، بخاصة على مستوى الوجه والفخذين، بينما ما يزال الجاني حرّا طليقا إلى حدود الساعة.
وتأتي تفاصيل الواقعة، كما أوضح عبد القادر اشريوي ضحية الاعتداء المذكور، أن زبونا طالبه بإيصاله إلى وجهته وسط مدينة خريبكة، وحين رفض المرور عبر شارع معروف باكتظاظه نتيجة احتلاله من طرف الباعة الجائلين، وجّه له الزبون ثلاث لكمات قويّة على مستوى العين اليمنى والفك السفلي.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح إلى جريدة "هسبريس" الإلكترونية، أن اللكمات من داخل سيارة الأجرة لم تشف غليل الزبون، فترجّل والتف نحوي من خارج السيارة، قبل أن يفتح بابي ويشرع في توجيه مختلف أنواع الضرب والرفس باستعمال عصى، دون أن يبالي بمحاولات بعض المواطنين لتهدئة الأوضاع ووضع حد لذلك الاعتداء.
واسترسل عبد القادر اشريوي في سرد الواقعة بالقول: "حضرت سيارة الإسعاف، وتمّ نقلي إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة، وبعدما تبيّنت خطورة حالتي تمّ توجيهي إلى مدينة الدار البيضاء، حيث رقدت هناك بقسم العناية المركّزة، إلى أن تجاوزت مرحلة الخطر، فيما منحني الطبيب شهادة طبية تثبت مدّة العجز في 40 يوما".
وأوضح محمد قساط الكاتب المحلي لنقابة مهنيي سيارات الأجرة الصنف الثاني، المنضوية تحت لواء "ا.و.ش.م"، أنه بالرغم من التدخل السريع الذي قامت به العناصر الأمنية، من خلال الانتقال إلى مكان الحادث أولا، ثم التوجه على وجه السرعة إلى منزل المعتدي، فإن العناصر الأمنية لم توقف المشتكى به، قبل أن يختفي عن الأنظار إلى وجهة مجهولة، فيما تشير مصادر مطّلعة إلى أن المعني بالأمر نجح في مغادرة التراب الوطني نحو أوروبا.
وأشا محمد اشريوي، ابن الضحية، إلى أن "أفراد العائلة عانوا كثيرا بسبب ما تعرّض له ربّ الأسرة، لكنهم يحمدون الله على تحسّن حالة الأب نوعا ما"، مقدّما شكره لكل من عبّر عن تضامنه مع المعتدى عليه، من نقابات وصحافة ومهتمين، ومطالبا في الوقت ذاته كل المسؤولين، وعلى رأسهم عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني، بالتدخل وإنصاف الضحية