الرباط - المغرب اليوم
شكل عنيف، هاجم حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، السلطات في ضوء تداعيات الصراعات الداخلية التي يشهدها حزبه ونقابته. ومن على منصة المؤتمر الجهوي للاتحاد العام للشغالين في الدار البيضاء، الذي عقد الأحد، انتقد شباط “ملاحقته” من لدن وزارة الداخلية، معتبرا أن “جميع التهديدات” التي يتلقاها، تسعى إلى جعله “شخصا ذليلا”. مضيفا أنه لو “كان يسعى إلى منصب، لحصل عليه في إطار الاتفاقات التي طلب منه أن يوافق عليها”، لكنه رفض.
الأمين العام لحزب الاستقلال برز ضده تيار معارض في الحزب يقوده حمدي ولد الرشيد، ثم في النقابة التي باتت برأسين بعدما تولى النعمة ميارة قيادتها في مؤتمر استثنائي يطعن فيه أنصار شباط، بيد أن الزعيم الحالي للاستقلاليين يرى أن “كل ما يحدث لا يجب أن يكون مصدرا للخوف”.
وقال: “أنا الآن بصدد مقاومة الإذلال الذي يريدون تعريضي إليه، لأني أعرف أن الحزب لا بد أن يتعرض لمواقف مثل هذه، تقوم بها أيد خفية لكنني أعرفها، ويُستخدم فيها أشخاص بواسطة التليكموند، وأنا أعرف من يمسك هذه التيلكموند كما أعرف الخائنين الذين يوافقون على استخدامهم بهذه الطريقة”.
شباط أطلق النار بشكل رئيسي على السلطات وأجهزتها وأعوانها، وأعلن بأن السلطات “تلاحقني حيثما ذهبت وارتحلت، وهواتفي يراقبونها بشكل مؤكد، ومقر الحزب محاط بالمخبرين كما هو حال منزلي الخاص”.
وعرض مثالا عن ذلك قائلا: “إني أتصل بالمقر المركزي وأخبرهم بأنني قادم، فإذا بالمخبرين يشرعون في استفسار بعض الأشخاص المعروفين عن السبب الذي يجعل الأمين العام يريد القدوم إلى المقر بعد نصف ساعة. إن تحركاتي مراقبة، وفي بعض المرات، أخمن أنهم يلاحقوننا في كل شيء، وربما يريدون النفاذ حتى إلى أحلامنا”. الأمين العام للحزب رأى في هذا “نوعا من أنواع الإرهاب”، لكنه شدد على أن “أي تهديد لن ينفع في لي ذراعي”.
وقال: “لن أخاف من أي شيء، وليس لدي أي شيء أخاف منه أو عليه، وأنا أشعر بالعطف على أعوان السلطة الذين يلاحقونني وبعضهم موجود هنا في هذا المكان، لأن أوضاعهم سيئة، ويعملون في ظروف ملؤها المشاكل”. مضيفا أن من سماهم بـ”أصحاب الحال” سعوا منذ إضراب عام 1990 إلى “شق النقابة والحزب، وهم يفعلون ذلك في الوقت الحالي، وقد دعموا بالأموال التي لا حدود لها، وأيضا بتوفير كل الوسائل وكل من يطبق لهم هذا المخطط كما يظهر اليوم في النقابة”. بيد أن شباط رأى أن هذه المحاولات “خاسرة”، لأن “الأشخاص المستخدمين في هذه العملية وجدوا رجالا يقاومونهم بشدة”.
ولم تفلت بعض الشخصيات السياسية أو الحكومية من انتقادات شباط، فقد هاجم محمد حصاد، وزير التعليم العالي والتربية الوطنية قائلا: “إن الذين يريدون تمريغ كرامتنا في التراب، هم أولئك الذين في كل مرة يأتون بشخص ويعينونه وزيرا بلون سياسي ما، فمرة باسم الحركة الشعبية ومرة باسم التجمع الوطني للأحرار، ومرة يقدمونه كتقنوقراطي، لأن الخطة معدة سلفا، ولذلك ليس غريبا أن يصبح وزير الداخلية السابق بين عشية وضحاها عضوا في حزب الحركة الشعبية”.
وبحسبه، فإن هذا “العمل مقصود ومخطط له بعناية كي يدفع الناس إلى عدم الثقة في السياسة والسياسيين”، مضيفا “من يفعل هذا، فإن هدفه أن يستعبدنا على هذه الأرض، لكني لن أحني رأسي لأي شخص، وحتى لو بقيت وحيدا، فإني لن أستسلم لأي مكيدة تسعى إلى الحط من كرامتي”.
والشخصية الثانية التي هاجمها شباط كانت عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، فقد قال عنه إنه “من غير المعقول أن يكون شخص يجمع بين المال والسياسة، ولديه مصالح كبيرة مع الحكومة، ثم نجده عضوا في الحكومة نفسها.. هذا أمر غير طبيعي البتة، وسيصعب علي أن أتوقع بأن حكومة مثل هذه فيها شخص مثل هذا يمكن أن تخدم الناس فعلا”. وكما ذكر، فإن السياسة “ليست أن يجلس المرء على كرسي ويضع رجلا على رجل، ويدخن سيجاره الفاخر، ويركب طائرته الخاصة ثم يهبط في مكان ويصبح رئيسا للحزب.. السياسة ليست هكذا”.
ولمح إليه مرة أخرى قائلا: “هناك شخص يربح مليارا في اليوم الواحد، ولا تجده يشعر بالقلق أو بالخوف.. بينما الكثير من الناس العاديين الذين بالكاد يجنون ثلاثين درهما في اليوم يملأ الخوف قلوبهم.. إننا في بعض المرات مثل الأموات الأحياء، أي مجرد أناس ميتين في الحقيقة، لكن نستطيع أن نسير على أقدامنا”.