شفشاون ـ المغرب اليوم
اهتزت ثلاث جماعات قروية في دائرة باب برد في عمالة إقليم شفشاون، الإثنين والثلاثاء الأخيرين، على وقع ثلاث فواجع بعد تسجيل ثلاث حالات انتحار، أثارت انتباه الرأي العام المحلي في الإقليم القروي، في حين فتحت النيابة العامة تحقيقًا في الموضوع لتحديد الأسباب الحقيقية وملابسات حوادث الانتحار، التي وقعت في وقت متقارب.
وكانت ذكرت مصادر، أن امرأة في الثلاثينات من عمرها، متزوجة ولها ثلاثة أبناء، تنحدر من جماعة "تاموروت" القروية، أقدمت على وضع حد لحياتها شنقًا في إحدى الأشجار المغروسة بجوار المنزل، صباح الإثنين المنصرم، إذ تبين بعد التحريات الأولية، أن زوجها كان يتهمها بالخيانة الزوجية مع أحد أقرباءه،
وأضافت المصادر نفسها، أن مركز دائرة باب برد اهتز على وقع حادث مماثل عصر الثلاثاء، بعدما وضع شاب في عقده العشرين، حدًا لحياته انتحارًا على حبل المشنقة، داخل بيت أسرته، وأوضح أفراد من عائلته بعد الاستماع إليهم من طرف الضابطة القضائية للدرك الملكي، أنه كان مدمنًا على المواد المخدرة، وكان يعاني من تداعيات البطالة بعد فقدانه منصب شغل.
وبطريقة مماثلة، عند مغرب نفس اليوم، علق رجل ستيني ينحدر من جماعة "بني منصور"، نفسه في إحدى الأعمدة التي تشكل دعامات منزله، وظهر بعد التحريات الأولية التي أنجزها الدرك الملكي بالنفوذ الترابي للجماعة، أن الهالك كان يعاني قيد حياته من اضطرابات نفسية.
ويُنتظر أن تحيل الضابطة القضائية نتائج الأبحاث الأولية التي أجرتها عقب الحوادث الثلاث على النيابة العامة في المحكمة الابتدائية لشفشاون، قصد اتخاذ الإجراءات القانونية في القضية، كما ستتضمن المساطر المنجزة تقارير طبية عن الأسباب الكامنة لفواجع الانتحار.
وكشفت مصادر أن الحوادث الثلاثة المتقاربة في الزمان والمكان، خلفت حالة من الصدمة والهلع بين سكان المنطقة، الذين احتشدوا بشكل عفوي أمام منازل الضحايا، مواسين أفراد أسرهم، ومعبرين عن قلقهم الشديد إزاء ارتفاع ضحايا الظاهرة في حوادث متفرقة.
وفي السياق نفسه، دق خالد العمراني، فاعل جمعوي بارز في المنطقة، ناقوس خطر ارتفاع معدل حالات الانتحار في إقليم شفشاون، مؤكدًا أن الأمر بات خطيرًا ويستدعي دراسة سوسيولوجية وسيكولوجية عاجلة، يجب أن يقوم بها مختصون كبار، لتفكيك الأسباب البنيوية وتفسير ذلك السلوك القاتل، الذي يحصد العشرات من أبناء المنطقة كل عام، خلال الأعوام الأخيرة.