الرباط ـ المغرب اليوم
أعلنت أمينة بنخضرة المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، في نهاية الأسبوع الماضي، أن ” تيندارة الواقعة في شرق المملكة على مقربة من مدينة فكيك، في طريقها لتصبح منطقة منتجة للغاز انطلاقا من حوض تندرارة الذي تستغله "شركة ساوند إنرجي"، مؤكدة أن هذا الحوض شكّل محور أشغال مهمة، وهي ثلاثة آبار بين عامي 2016 و2017، اثنتان منها أظهرت وجود مخزون من الغاز.
أقرأ أيضًا:مصادر من "الأحرار" تنفي نجاح أمينة بنخضرة في الانتخابات
وأشارت بنخضرة إلى أن الاختبارات والمحاولات التي أجريت على هذه الآبار، أظهرت وجود إمكانية كافية للانتقال إلى مرحلة الاستغلال، كما أن نتائج الدراسات المختلفة التي أجريت تصب نحو بداية للإنتاج في عام 2021 بشرى سارة زفتها مديرة مكتب الهيدروكاربورات، تعيد إلى الأذهان الملفات التي أنجزتها “المشعل” حول حقول تندرارة، وما هي المؤشرات التي تدل على وجود كميات مهمة من الغاز بهذه الحقول، وما إن كانت "ساوند إنرجي"، قد وصلت فعلا إلى الحوض الكبير في تندرارة والذي قد يحوّل المغرب إلى مملكة نفطية.. فما هي حقيقة هذا الاكتشاف؟
بداية إنتاج الغاز في 2021
وأكدت أمينة بنخضرة أن أن”الاستثمار في التنقيب ينطوي على مخاطر بالغة ومجهود استثماري مكثف، لكنه يظل جد محدود بالمقارنة مع الأحواض الرسوبية المتاحة وتنوعها الجيولوجي وأن أي مخزون لا يمكن أن يبدأ مرحلة استغلاله إلا إذا كان مربحا".
المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات، أعطت أيضا الخطوط العريضة للاستثمارات النفطية في عام 2018 والتي تواصلت في مختلف الأحواض الرسوبية للمملكة، بما في ذلك أعمالل التقييم الجيولوجي، واكتساب 1.753,17 كلم مربع ثنائية الأبعاد، و12.749 كلم مربع ثلاثية الأبعاد، وحفر سبعة آبار، مشيرة إلى أن أشغال الحفر تمثل أزيد من 85 في المائة من هذه الاستثمارات. وقالت إن توقعات ميزانية 2019 للمكتب ستناهز 38 مليون درهم، وأن مساهمة الشركاء ستصل إلى حدود 2.4 مليار درهم.
وأفصحت بنخضرة عن المشاريع المستقبلية والتي ستشمل تطوير ثلاثة مشاريع هيكلية، المشروع الأول: تشغيل الإنتاج في “تيندارة”، المشروع الثاني: توسيع إنتاجية ”مسقالة”، المشروع الثالث: مواصلة الإنتاج في الغرب. منطقة في طريقها لتصبح منطقة منتجة، مؤكدة أن توقعات الاستثمار للفترة ما بين 2019 و2021 ستبلغ 6.596 مليون درهم، وأن حوض تندرارة يعد من المناطق المبشرة.
ساوند انرجي تعد باستغلال 60 مليون متر مكعب يوميًا على مدى 10 سنوات
سبق لشركة ساوند إنرجي البريطانية أن بشّرت شركاءها في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية، أن أول إنتاج للغاز سيكون خلال العامين المقبلين بمعدل إنتاج متوقع يبلغ حوالي 60 مليون متر مكعب يوميًا على مدى 10 سنوات. وأنها ستشرع في توقيع عقود بيع الغاز، وتمويل أشغال البنية التحتية وتوقيع عقود الاستغلال الإضافية مع الجهات الحكومية في المغرب.
كان هذا الإعلان في شهر سبتمبر/ أيلول من العام الماضية، مما يعني أن الشركة وضعت سقفا للاستغلال في حدود أيلول 2020، بينما جاءت بنخضرة لتؤكد أن بداية الاستغلال سيكون في عام 2021 .. والزمنان متقاربان جدا لا يفصلهما إلا بضعة شهور، ولعل من باب الاحتياط أن تعلن بنخضرة بصفتها مسؤولة حكومية عن زمن الاستغلال بشكل دقيق، بينما تكون ساوند انرجي يدفعها ربح الوقت لبعث التفاؤل وتحقيق مكاسب في البورصة…
وفي وقت سابق، أعلنت الشركة أنها ستسوق 60 مليون متر مكعب يوميًا على مدى 10 سنوات، بعد اكتشاف ما يعادل 18 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في بئر TE-5بتندرارة، وأكدت الشركة في بيان لها أنها ستشرع في أعمال التركيب ومد خط الأنابيب المسماة اختصارا بـ”فيد Feed”، وأن أول إنتاج للغاز سيكون خلال العامين المقبلين بمعدل إنتاج متوقع يبلغ حوالي 60 مليون قدم مكعبة يوميًا على مدى 10 سنوات. وأنها ستشرع في توقيع عقود بيع الغاز، وتمويل أشغال البنية التحتية “فيد” وتوقيع عقود الاستغلال الإضافية مع الجهات الحكومية في المغرب.. هذا الإعلان حسب مختصين ليس مغامرة طائشة من شركة ساوند إنرجي، بل هنالك مؤشرات واقعية على اكتشاف غاز في تندرارة..
المغرب الغازي بين الحلم والحقيقة
ساوند انرجي متفائلة، وتؤكد على "تويتر" ردا على عدد من التساؤلات “نأمل أن يكون الجزء الأخير من اللغز، ونتمنى أن يصل سعر السهم إلى مستوى أكثر معقولية قبل أن تبدأ مرحلة الحفر، فرخصة الحفر تمتد على فترة طويلة”.
وحسب ما أكدته الشركة فإن الكمية المحتملة من الغاز ستأتي بربط الآبار المستكشفة فيما بينها، حيث سبق أن اكتشفت كميات مهمة من الغاز في آبار” TE-5 وTE-6 و TE-7″، فيما سيلتحق بئري” TE-10و TE-9 ” بالعمل في 4 سنوات القادمة بعد استكمال عمليات التنقيب.. المنقب التقليدي عمر بوزلماط في تصريح لـ”المشعل” أكد أن “TE-7 وTE-9 وTE-8 وTE-10 وTE-11 ” آبار فاشلة، بالتالي فالأمل هو في 5 -TE و6 -TE هما البئران اللذان يعولون عليهما، لكن مخزونهما متوسط وقد لا يكفي إلا للاستهلاك الداخلي، ومن المستحيل تسويق الغاز إلى الخارج"… بالتالي يلتقي بوزلماط مع إعلان الشركة اكتشاف الغاز في TE-5 وTE-6 لكنها أضافت TE-7.
وبدوره، قال عمر بوزلماط، منقب تقليدي عن النفط: TE-6 وTE-5 هما البئران اللذان يُعول عليهما لكن مخزونهما متوسط، وخصوص نفط تندرارة فإنني راسلت شركة “ساوند انرجي” مباشرة، أثناء حفر بئر9 TE- وقلت لهم إنه بئر جاف وهو خسارة أخرى انضافت إلى خسارات أخرى، وانتظروا سبعة أيام ليعلنوا أنه بئر ليست فيه مؤشرات غازية، ووصلت المراسلة إلى جيمس بارسون مدير ساوند إنرجي وقال للمنقبين: كيف عرف عمر النتيجة قبلكم؟. بعدها اتصل بي الممولون في “ساوند انرجي” وأخبرتهم أن البئرين الذين سيحفرانهما وهما 10 TE- و 11 TE- فاشلين قبل أن يبدأوا في الحفر، وأخبروا بذلك المدير العام لساوند انرجي جيمس بارسون في مؤتمر عقدوه بلندن، وقال لهم “أعرف ما يقوله عمر وأنا على تواصل معه ولم نلجأ لخدماته”. بالتالي فإن7 TE- و 8-TE 9 TE- و 10TE- و TE-11 آبار فاشلة، بالتالي فالأمل هو في 5 TE- و 6 –TE هما البئران اللذان يعولون عليهما، لكن مخزونهما متوسط وقد لايكفي الا للاستهلاك الداخلي، ومن المستحيل تسويق الغاز إلى الخارج، فالحقيقة أن هذين البئرين هما المنتجين، ولكن غير قابلين للتسويق.
وقد يهمك أيضًا:إضراب وطني عام في المؤسسات العمومية المغربية 20 شباط المقبل