الجزائر ـ سناء سعداوي
أكّدت مصادر قضائية تتابع تطوّر التحقيق مع المشبوه الأساسي في قضية حجز 7 قناطير مِن الكوكايين قبل أسابيع في وهران غربي الجزائر، على أنّ القضاء أودع خالد تبون، نجل رئيس الحكومة السابق عبدالمجيد تبون، الحبس الموقت في سجن الحراش بالعاصمة، في سياق تحقيق طال قضاة ومسؤولين سابقين على علاقة بأعمال المشبوه الأساسي في مجال المقاولات.
واستدعى قاضي التحقيق لدى القطب القضائي المتخصص في محكمة سيدي أمحمد بالعاصمة، عددا كبيرا من المسؤولين السابقين، إذ وسّع المحققون نطاق الملف إلى النشاط المالي للمتشبه الرئيسي "ك ش" وهو مستورد لحوم معروف ويمتلك إمبراطورية مالية في مجال العقارات والمقاولات.
وحجزت وحدة بحرية تتبع وزارة الدفاع الجزائرية، شهر رمضان الماضي، 7 قناطير من مخدر الكوكايين في حاوية كانت على متن باخرة في طريقها للرسو بميناء وهران (400 كيلومتر غرب العاصمة)، وحملت الباخرة حاويات لحوم مستوردة من البرازيل بعد أن أجرت توقفا تقنيا في ميناء فالنسيا الإسباني.
وكُلِّف الدرك الجزائري بالتحقيق في الملف بعد نقله إلى القطب القضائي المتخصص، وأفاد مصدر قضائي بأنّ خالد تبون، نجل رئيس الحكومة السابق عبدالمجيد تبون أودِع بسجن الحراش على ذمة التحقيق، ورصد محققون وفق مصادر قضائية، اتصالات هاتفية بين المشبوه الأساسي ونجل تبون، لذلك تمّ الاشتباه في "استعماله النفوذ لمساعدة المشبوه الرئيس في توسيع أعماله"، ولفت المصدر أنّ هذا الشق مِن التحقيق لا يخصّ الكوكايين بل مجال الأعمال.
وحقق قاضٍ متخصّص مع عدد كبير من القضاة بترخيص من وزير العدل الطيب لوح، ونُقل عن الأخير إعطاؤه الضوء الأخضر لاستدعاء كل مشتبه إمّا بدعمه للمشبوه الرئيس أو تسهيل حصوله على امتيازات، مقابل عقارات أو هِبات.
وشكّلت عملية حجز تلك الكمية الكبيرة من المخدرات، صدمة في الشارع الجزائري، قياسا إلى طبيعة المحجوزات المعروفة إذ تتنوع عادة بين القنب الهندي والأقراص المهلوسة، كما تعاطى سياسيون مع القضية لدرجة وصفها من قبل رئيس الحكومة أحمد أويحيى بـ"محاولة التلاعب باستقرار الدولة باستغلال أنواع من الاعتداءات، والمخدرات أحدها".
وذَكَرَت صحف جزائرية أن 31 قاضيا وردت أسماؤهم في العناصر الأولى للتحقيق مع المشتبه الرئيسي 4 منهم أوقِفوا، بينما يُرتقب أن يلقى المصير نفسه نواب عامون لدى مجالس قضاء.
وكشف بيان لوزارة الدفاع اكتشاف مخبأ للأسلحة والذخيرة بمحافظة أدرار في أقصى الجنوب الغربي، يحتوي عشرات الرشاشات والبنادق والأسلحة الثقيلة والمدافع.