تونس ـ كمال السليمي
اعتقلت قوات الأمن التونسي عناصر خلية متطرفة تنشط في منطقة دوار هيشر غرب العاصمة التونسية، وأكدت أنها كانت تستعد لتنفيذ عمليات استقطاب للشباب التونسي لفائدة التنظيمات المتطرفة والتخطيط لاستهداف مقار أمنية في مرحلة لاحقة.
وذكرت وزارة الداخلية التونسية أن أعمارهم تتراوح بين 20 و25 عامًا وقد وجهت السلطات التونسية لهم تهمة الانتماء إلى تنظيم متطرفة خارج تونس بعد التأكد من استعدادهم للالتحاق بتنظيمات في سورية، وأشارت إلى استعداد المجموعة المتطرفة للالتحاق بتنظيم "داعش" المتطرف وأنها عمدت إلى التخلي عن مظاهر التدين للإفلات من المراقبة الأمنية والتحرك بسهولة بين الأحياء الشعبية غرب العاصمة التونسية، واعترفوا خلال التحقيقات الأمنية الأولية بنيتهم مراقبة المقرات الأمنية واستهدافها وذكرت أن لهم سوابق في استهداف مقر الحرس الوطني في الجهة، كما اعترفوا بعقد اجتماعات ولقاءات في بعض مقاهي الجهة بنية استقطاب عناصر متطرفة جديدة.
ويعد الحي الشعبي دوار هيشر الواقع غرب العاصمة التونسية من معاقل تنظيم أنصار الشريعة المحظور، وشهد مواجهات حادة بين سلفيين وقوات الأمن عام 2012 إثر منع تنظيم أنصار الشريعة من عقد مؤتمر له في مدينة القيروان.
وأكد خليفة الشيباني المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي، خبر إلقاء القبض على عنصر متشدد خطير صدر بشأنه عدة أحكام قضائية من بينها حكم بالسجن مع النفاذ العاجل 30 عامًا من أجل الانتماء إلى خلية متطرفة وتلقى تدريبات خارج التراب التونسي.
وأردف المصدر ذاته في تصريح إعلامي، أن فرقة الأبحاث والتفتيش في الحرس الوطني في منطقة سيدي بوزيد "وسط تونس" نصبت كمينًا محكمًا وتمكنت من الإطاحة بالعنصر التكفيري الخطير البالغ من العمر نحو 24 عامًا والقاطن في منطقة سيدي علي بن عون من ولاية - محافظة - سيدي بوزيد.
وكانت منطقة سيدي علي بن عون التابعة إداريًا لمنطقة سيدي بوزيد، في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2013 مسرحًا لمواجهات متطرفة دامية مع أعوان الحرس الوطني مما أسفر عن مقتل ستة أعوان من الحرس الوطني من بينهم سقراط الشارني، وإصابة سبعة عناصر من الحرس، فيما ألقت قوات الأمن القبض على 98 مشتبهًا بهم في تلك الأحداث، وأضاف الشيباني أن هذا العنصر مفتش عنه كذلك لفائدة المحكمة الابتدائية في سيدي بوزيد من أجل الانتماء إلى تنظيم متطرف، ويشتبه في تقديمه مساعدات مختلفة للعناصر المتحصنة في المناطق الجبلية الغربية من تونس.
وانخرط شباب تونسيون في التنظيمات المتطرفة في تونس ثم التحقوا بها في ليبيا، حيث تلقوا تدريبات على استعمال مختلف الأسلحة وصناعة المتفجرات ثم عادوا إلى تونس ونفذوا هجمات متطرفة، ومن بين أبرز تلك الهجمات ما نفذه سيف الدين الرزقي في الهجوم على منتجع سياحي في سوسة يوم 26 يونيو /حزيران 2015 مما أدى إلى مقتل 40 شخصًا من بينهم 30 بريطانيًا، وجابر الخشناوي وياسين العبيدي المتطرفان التونسيان اللذان تلقيا تدريبات على استعمال الأسلحة في ليبيا ثم هاجما يوم 18 مارس/أذار من السنة ذاتها، متحف باردو "الضاحية الغربية للعاصمة التونسية" مما خلف 23 قتيلًا 22 منهم من السياح الأجانب.