الرباط - المغرب اليوم
أزالت الخلية الإرهابية المفككة بمدينة الرشيدية الالتباسات بشأن تأثير الأوضاع الأمنية الأفغانية على واقع الحركات الجهادية في المملكة المغربية، بعد تأكد المكتب المركزي للأبحاث القضائية من ارتباط أعضاء الخلية بما يسمى “ولاية خرسان” التي أصبحت قاعدة جديدة للعمليات القتالية بدلا من العراق وسوريا.ويُناصب “تنظيم الدولة الإسلامية-خراسان”، الذي خرج من رحم “تنظيم القاعدة”، العداء للولايات المتحدة الأمريكية وحركة “طالبان” في الوقت نفسه، حيث ينشط في مناطق متفرقة من أفغانستان وباكستان؛ لكنه يعمل أيضا على المستوى الدولي، معتمدا في أنشطته التوسعية على “الخلايا النائمة” بالعالم.ومع انهيار الجيش الأفغاني منذ سيطرة حركة “طالبان” على البلد، يُتوقع أن يزداد حجم الظواهر الإرهابية في ظل تطور “تنظيم داعش” وانبعاث “تنظيم القاعدة”؛ وهو ما سيُغري “الخلايا النائمة” التي تُحاول استغلال الظرفية الوبائية لتنفيذ الأعمال الإرهابية بالمغرب.ومن وجهة نظر عبد الواحد أولاد ملود، باحث في العلاقات الدولية ومتخصص في الأمن الإفريقي، فإن “تفكيك الخلية الإرهابية جاء تبعا لسياقات معينة، أمكن رصدها في سيطرة حركة طالبان على الحكم بأفغانستان، وما تلاها من تفجيرات مطار كابول التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية بخراسان”.
والسياق الثاني، حسب أولاد ملود، يتمثل في “ظهور زعيم القاعدة أيمن الظواهري بمناسبة الذكرى العشرين لأحداث سبتمبر 2001؛ وهو ما يصب باتجاه الصحوة الجهادية والتنافس الجهادي”، مبرزا أن “تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام أصبح يتوجه نحو بلدان العالم بعد دحر فلوله بهاتين المنطقتين”.وأكد الباحث الأمني، أن “الخلية الإرهابية بمدينة الرشيدية تربطها صلة وثيقة بولاية خراسان؛ ما يدل على التنافس الجهادي بين الحركات الجهادية، لأن حركة طالبان أبدت نوعا من الليونة على مستوى إيديولوجيتها، بالتزامها بعدم المساس بمصالح الدول الغربية”.“منطقة أفغانستان ستشهد نوعا من التنافسية بين تلك الحركات الإرهابية، خاصة من لدن تنظيم الدولة الإسلامية التي تريد أن تلفت نظر المنتظم الدولي بكونها ما زالت حاضرة في المشهد”، يقول عبد الواحد أولاد ملود الذي ذكر بأنه “لأول مرة، يتم تفكيك خلية إرهابية ذات صلة مباشرة بحركة تنظيم الدولة الإسلامية في خرسان”.وانطلاقا من ذلك، سجل المتحدث “تحولا في مناطق نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية التي انتقلت من العراق والشام نحو أفغانستان؛ ما سيؤدي مستقبلا إلى تنامي الهجرة الجهادية صوب هذه المنطقة المتوترة، وبالتالي قد تتزايد المواجهات بين حركة طالبان والتنظيمات الجهادية الأفغانية على الصعيد الدولي إن لم يكن تنسيق سري بينها”.وخلص الباحث المتخصص في الشؤون الأمنية لمنطقة شمال إفريقيا ومنطقة الساحل إلى أن “الهجرة الجهادية صوب أفغانستان سترخي بظلالها على القارة الإفريقية، بما في ذلك المغرب”، معتبرا أن “تصاعد فلول الحركات الإرهابية على المستويين الدولي والإقليمي يعني بالتأكيد تمدد الفكر المتطرف”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
واشنطن تبدي مخاوفها من حركة طالبان ووزير الدفاع يصفها بأنها لا تعرف الرحمة