روما ـ المغرب اليوم
كشف مصدر مقرب من عائلة المهاجر المغربي فيصل هيطوط (50 سنة)، الذي توفي هو وأبناؤه الأربعة في محرقة أجمعت وسائل إعلام إيطالية أنها من فعله، وأن ما دفع السلطات في بلدية كومو إلى تشييع ودفن الأطفال المغاربة على الطريقة الكاثوليكية هو رغبة والدتهم في ذلك.
وأسر المصدر نفسه، أن الأم التي تحمل الجنسية المغربية، وتدعى لبنى هي التي أخبرت "ماريو لاندريشينا"، عمدة البلدية أنها تريد أن تجري لأبنائها الأربعة جنازة وفق الطريقة الكاثوليكية وليس الإسلامية، وهذا ما جعل القنصلية المغربية في ميلانو أيضاً تنسحب احتراماً لحريتها، رغم كونها سبق ودخلت على الخط في هذه الواقعة.
وجرى الخميس، دفن الأطفال في المقبرة المسيحية "كاميرلاتا" في مركز مدينة كومو، بعد أن أقيم لهم قداس ديني بكنيسة "فيالي فاريزي"، بحضور عشرات الأشخاص يتقدمهم عمدة بلدية مدينة كومو. وخلف حادث تشييع الأطفال: "سحر" و"صورية" و"صوفية" و"سيف" (3 و 5 و 7 و 11 سنة) داخل كنيسة "فيالي فاريزي"، في مركز مدينة كومو ردود فعل معارِضة وسط مغاربة إيطاليا، واستنكرت هذه الأصوات الحسم في الدفن بناءً على رغبة الأم التي تعاني من اضطرابات نفسية؛ هذه الاضطرابات نفسها هي التي استندت عليها المحكمة في إبعادها عن بيت الزوجية وتسليم حضانة الأبناء لوالدهم، في انتظار تعافيها.
وسبق أن تحدثت وسائل إعلام محلية عن كون بلدية كومو، وضعت أطباء نفسيين متخصصين إضافيين رهن إشارة الأم لعلاجها من آثار الصدمة التي أصيبت بها جراء فقدانها لأبنائها الأربعة بتلك الطريقة البشعة ودفعةً واحدةً. ومصدر آخر كشف أن الأم، التي ما تزال تتابع العلاج في مصحة للأمراض النفسية، نأت بنفسها عن موضوع دفن زوجها، وتركت لعائلته اختيار دفنه بالمغرب أو بإيطاليا، ووفق ذات المصدر فقد حل أحد أفراد الأسرة بميلانو لترتيب إجراءات ترحيل جثمان، بتنسيق مع القنصلية المغربية بميلانو.
وأضاف نفس المصدر أن جثمان فيصل هيطوط، تم إعداده على الطريقة الاسلامية، و سيتم نقله إلى المغرب. واهتزت مدينة كومو، صباح الجمعة ما قبل الماضي، على وقع حادثة إقدام الأب فيصل هيطوط، على إضرام النار في بيته للإجهاز على نفسه وعلى أبنائه الأربعة، بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة التي كان يعاني منها، بعد فقدانه عمله للتفرغ لرعاية أبنائه.