الجزائر ـ كمال السليمي
قتل الجيش الجزائري مسؤول الدعاية في تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» المكنى «أبو رواحة» في محافظة جيجل (350 كيلومتراً شرق العاصمة). وتصف أجهزة استخبارات الجيش هذا الإرهابي بأحد أهم المقاتلين في النواة الأخيرة المتبقية من التنظيم، وهو من ورث مهمات «الدعاية» في التنظيم الإرهابي عن صلاح أبو محمد البسكري المعتقل منذ سنوات.
وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية الأربعاء، تحديد هوية إرهابيين قتلهما الجيش الثلاثاء، في عملية في منطقة مشتة محسن، في بلدة برج الطهر، في محافظة جيجل، مشيرةً إلى أن الأمر يتعلق بكل من «ص. عادل» المكنى «هشام أبو رواحة»، الذي كان مكلفًا بالدعاية والتحريض، و»ب التركي» المدعو «عبدالرحيم هارون»، حيث التحقا بالجماعات الإرهابية عام 1994.
وكشفت الكتيبة العسكرية في سياق هذه العملية، وفي المنطقة ذاتها «مخبأين للإرهابيين يحتويان على قنبلة يدوية ولغم تقليدي الصنع و4 ألواح لتوليد الطاقة الشمسية ومواد غذائية وألبسة وفرشات وأغراض أخرى».
وبرز اسم «أبو رواحة» ضمن قتلى العملية، وهو «أمير» مكلف بالدعاية في التنظيم الإرهابي، لكنه أحد أهم المقربين من الزعيم «المختفي» لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» المكنى «أبو مصعب عبد الودود». وأسس التنظيم منذ سنوات مؤسسة «الأندلس» الإعلامية التي قادها المدعو «صلاح أبو محمد» المعتقل حاليًا في سجن في الجزائر، إلا أنها فقدت قدراتها منذ سنوات عدة ولم يُسجَّل لها أي حضور بارز على الإنترنت.
وأفادت مصادر مأذونة بأن «أبو رواحة» من «الجزائريين الأفغان»، عاد في مطلع التسعينيات إلى بلاده من أفغانستان، والتحق بجماعات إرهابية قبل أن يصاب في ساقه عام 2003، ما أبعده من العمل المسلح المباشر، مكتفيًا بمرافقة قادة التنظيم والترويج لعملياتهم الإرهابية إلى حين اعتقال «صلاح أبو محمد» ليتولى من بعده مسؤولية الدعاية.
وأوضحت مصادر أن «أبو رواحة» استفاد من عفو صدر عام 1999، لكنه عاد إلى العمل المسلح عام 2002، ويُعتقد أن الجيش اقترب فعلاً من تصفية كل قادة النواة المؤسسة لـ «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، التي يختفي زعيمها منذ نحو 5 سنوات من دون أن يظهر له أي أثر إن كان حياً أم ميتاً.
على صعيد آخر، بدأ نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح الأربعاء، زيارة عمل وتفتيش إلى القاعدة المركزية للإمداد في الناحية العسكرية الأولى في البليدة، أبرز النواحي وأهمها في هيكلة الجيش، إذ تنطلق منها العمليات العسكرية المهمة بحكم انتماء مقار أهم فروع الجيش لإقليمها.