تونس ـ كمال السليمي
كشفت وزارة الداخلية التونسية , شبكة دولية لتهريب متطرفين من العراق وتركيا نحو أوروبا باستخدام جوازات سفر أجنبية مزورة، انطلاقًا من تونس، وأعلنت عن إيقاف 4 عراقيين وتونسي وسيط ينشطون ضمن هذه الشبكة الدولية، وأصدرت 4 بطاقات إيداع بالسجن بحقهم، موضحة أنها تتعقب خطى عنصرين آخرين ينشطون بالشبكة نفسها.
وأكّدت البيانات الحكومية الرسمية، أن نحو 3 آلاف تونسي قد التحقوا بالتنظيمات المتطرفة في بؤر التوتر، في سورية وليبيا والعراق، وعاد منهم نحو 800 متطرف إلى تونس.
وتقول السلطات التونسية إن عناصر متطرفة نشطت خارج التراب التونسي تعمل على العودة إلى البلاد بطرق غير قانونية، بعد أن ضاق الخناق حولها في مناطق الصراع الخارجي، وهي تعمل من خلال هذا التخفي على التهرب من الملاحقة القضائية.
وأحيت عملية الكشف عن هذه الشبكة الدولية مخاوف تونسية سابقة من خطر استخدام أكثر من 4500 جواز سفر تونسي من دون أسماء، كانت قد سرقت بداية شهر يوليو /تموز السنة الماضية من مقر القنصلية التونسية في مدينة ليون الفرنسية، وتخشى أن يكون البعض من تلك الجوازات قد سرب بسرعة إلى العناصر المتطرفة.
و أعلن هشام الفراتي، وزير الداخلية التونسية الجديد، خلال زيارة إلى مدينة المنستير وسط شرق تونس ,الجمعة ، عن حرص السلطات التونسية على مزيد من الدعم للوحدات الأمنية المنتشرة في المناطق الحدودية، وذلك بتوفير تجهيزات خصوصية على غرار العربات المصفحة، والسهر على مراقبة الحدود، ومنع تسرب المتطرفين إلى تونس، وقال إن وزارة الداخلية جاهزة لدعم الوحدات الأمنية الميدانية في كامل المناطق السياحية، باعتبار أن الجهود مركزة على مواصلة ضمان نجاح الموسم السياحي الحالي.
و تمكنت الوحدة الوطنية للبحث في جرائم التطرف، ، من الكشف عن عنصرين متطرفين تونسيين على ارتباط وثيق بإرهابي تونسي مقيم بألمانيا، تمّ إيقافه هناك إثر تورطه في التخطيط والإعداد لتنفيذ عملية إرهابية.
و أصدر قاضي التحقيق المتعهد بالملف في القطب القضائي لمكافحة الإرهاب وغسل الأموال بطاقة إيداع بالسجن في شأنهما، في انتظار استكمال التحقيقات الأمنية والقضائية.
و أكدت مصادر أمنية تونسية أن التحقيقات مع العنصر المتطرف الأول بينّت أنه تولى التنسيق لتوفير وثائق سفر مفتعلة لصالح العنصر المتطرف الموجود في ألمانيا، بغاية تسهيل فراره وتنقله بأوروبا بعد تنفيذه للعملية الإرهابية المذكورة.
وحاول العنصر الثاني الالتحاق بصفوف الجماعات المتطرفة في سورية غير أنه فشل في ذلك، وبقي على تواصل مع العنصر الإرهابي الموجود في ألمانيا، واتفقا على أن يتولى كل منهما تنفيذ عملية إرهابية بصفة متوازية ببلدي إقامتهما تونس وألمانيا بواسطة قنبلة تقليدية الصنع، إلا أن عملية كشفه حالت من دون تنفيذ مخططه في تونس.
ونفّذ المتطرف التونسي أنيس العامري ، في شهر ديسمبر /كانون الأول 2016، عملية متطرفة في مدينة برلين الألمانية، أسفرت عن مقتل 12 شخصًا دهسًا، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية في أثناء محاولته الفرار في مدينة ميلانو يوم 23 من الشهر ذاته.