الرباط_ المغرب اليوم
اعتبر الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة في الخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، أن من أهم البرامج التي تقوم بها وزارته هي التكفل بنقل جثامين المغاربة الذين يقضون نحبهم خارج أرض الوطن.
وأكد الوزير على أن الدولة المغربية تجد نفسها مجبرة على التدخل من أجل نقل جثامين المغاربة الذين يتوفون بدول الاستقبال، خصوصا غير المتوفرين على التأمين، والذين تكون وضعيتهم الاجتماعية ضعيفة، معتبرا أن ذلك يتم عبر تنسيق محكم بين الوزارة والتمثيليات الدبلوماسية.
أنيس بيرو قال إن تكاليف نقل الجثامين تختلف من دولة إلى أخرى، موردا أن المبالغ تتراوح بين 3 آلاف أورو تصل إلى حدود 11 ألف دولار بالنسبة لدول أميركا الشمالية والجنوبية، مضيفا أن البرنامج له وقع كبير في نفوس المغاربة.
وأكد المسؤول الأول عن وزارة الجالية أن الجديد في البرنامج هو دورية وقعها بتاريخ 3 مارس 2014، موجهة إلى رؤساء التمثيليات الدبلوماسية والمراكز القنصلية، لتسهيل المساطر الإدارية، موردا أن هناك اقتناعا تاما بأن إكرام الميت دفنه، وأن حرقة الفراق تقل نوعا ما بعد الدفن.
“يمكن أن نخطئ في حالات تكون عائلة الميت ميسورة الحال، ولكن هذا لا يهم بقدر ما يهمنا أن نكرم الميت ونخفف وطأة ألم الأسرة المكلومة”، يقول بيرو، ويضيف: “الدولة المغربية هي التي تنقل جثامين المغاربة”.
وأورد أنيس بيرو أن الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج وشؤون الهجرة تنتدب موظفا لاستقبال الجثمان في المطار والإشراف على إتمام الإجراءات الإدارية كلها، مع توفير سيارة إسعاف لنقل المتوفى إلى بيت أسرته أينما وجد بعموم التراب المغربي.
واعتبر الوزير ذاته أنه من غير المقبول أن يتم جمع الأموال في المساجد والشوارع لنقل جثامين المغاربة، وزاد موجها كلامه لمغاربة العالم: “لا تقبلوا بجمع الأموال لنقل جثامين أمواتكم المعوزين، فالمملكة المغربية تقوم بذلك وتتكلف بجميع التكاليف وتقوم بجميع الإجراءات الإدارية عند الوصول”.
مصطفى مبجل، رئيس قسم العمل الاجتماعي بالوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، أكد بدوره، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، أن هذا البرنامج يروم تعزيز وتقوية المواكبة الاجتماعية للفئات الهشة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج من خلال التكفل بمصاريف ترحيل جثامين المعوزين منهم لتوارى الثرى بأرض الوطن.
وأفاد مبجل أن العملية تتم بشراكة مع وزارة الخارجية والتعاون والبعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية بالخارج، موردا أنه يكفي لعائلة المتوفى أن تقدم طلبا مرفقا باستمارة وتصريح بالشرف وشهادة تثبت الحالة المعوزة، إما مباشرة إلى الوزارة أو للقنصليات أو السفارات، ومخبرا أنه تتم الإجابة على الطلب في أقل من 24 ساعة.
وأورد مبجل أن منذ سنة 2009، وإلى غاية شهر يوليوز 2016، تم تنقيل 2695 جثة من مختلف دول المعمور، مخبرا بأنه خلال 7 أشهر من السنة الحالية تم تنقيل 241 جثمانا إلى أرض الوطن.
ودعا رئيس قسم العمل الاجتماعي المواطنين المقيمين بالخارج إلى الانخراط في تأمين خاص بنقل الجثامين، مشددا على أن ثمنه زهيد جدا، “ما سيعفي الدولة المغربية من أداء مبالغ طائلة لضمان هذه العملية”.