العيون - المغرب اليوم
دشنت كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي جميلة المصلي، الجمعة في العيون، انطلاق الحملة الوطنية حول آفاق تطوير العمل التعاوني، تحت شعار “العمل التعاوني رافعة لنموذج تنموي جديد”.
وأبرزت المصلي خلال حفلة نظمت بالمناسبة في قصر المؤتمرات ،ان اختيار مدينة العيون لإطلاق هذه الحملة جاء لعدة اعتبارات تهم على الخصوص ، كون هذه الجهة تتميز بالغنى والتنوع في المجالين الثقافي والحضاري، مشيرة الى المكانة التي يحتلها المنتوج التقليدي الذي تزخر به هذه الجهة والترويج له والإعجاب الذي يحظى به في جميع المعارض على المستويين الوطني والدولي .
وقالت "هذه الحملة أردنا بها التوعية وتحسيس الراي العام، خاصة النساء والشباب من اجل المزيد من الانخراط في المجال التعاوني ، والتعريف بالقوانين المؤطرة، وخاصة مستجدات القانون رقم 112.12 المتعلق بالتعاونيات، وإعادة التعريف بالإمكانيات التي يتيحها الاقتصاد الاجتماعي والتضامني خاصة التعاونيات”.
وذكرت المصلي، ان مساهمة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في الناتج الداخلي الخام رغم كل المجهودات المبذولة لازالت محدودة، مشيرة إلى المغرب اليوم يتوفر على 20 ألف تعاونية، والتي يمكنها ان تقدم الكثير في مجال خلق الثروة وتشغيل الشباب والنساء، لكون التعاونيات تشكل دعامة أساسية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
ومن جهته اشاد الكاتب العام لولاية جهة العيون الساقية الحمراء السيد بوعبيد الكراب باختيار مدينة العيون لاعطاء انطلاق هذه الحملة الوطنية مبرزا ان هذه الجهة تزخر بمؤهلات سوسيو ثقافية واقتصادية وتنموية في مختلق المجالات ، ومنها على الخصوص التراث اللامادي للمنطقة والتنوع الثقافي والسياحي لقطاع الصناعة التقليدية .
واشار الى ان المهارات الفنية للصانع التقليدي بالعيون، وإبداعاته الخلاقة التي تميز المنتجات، أصبحت تلامس الصبغة الدولية وتفرض نفسها في مختلف المعارض والمنتديات، معبرا عن استعداد كافة السلطات العمومية والهيئات المنتخبة، والجهات الداعمة للعمل سويا من اجل النهوض بقطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي على مستوى هذه الجهة.
وأبرزت العامل المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية السيد نديرة الكرماعي ، في كلمة تلاها نيابة عنها السيد عبد الإله الجامعي رئيس مشروع بالمبادرة، ان المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تسعى دائما الى تطوير الاستثمار في نسق الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتولي اهتماما خاصا للجمعيات والتعاونيات عبر تمويل مشاريع تساهم في توفير فرص العمل والتشغيل الذاتي.
واضافت ان تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بفضل المقاربة التعاقدية والتشاركية مع مجموع الفاعلين المنخرطين في التنمية البشرية، مكن من تعبئة وخلق دينامية شملت المجتمع المدني والتعاونيات والجماعات الترابية، وكذا المصالح الخارجية الى جانب القطاع الخاص.
وذكرت السيدة الكرماعي، بالمناسبة ، ان المبادرة ساهمت خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2005 و2017 ، في تنفيذ أكثرمن 18 الف مشروع، ونشاط لفائدة اكثر من مليون و800 الف مستفيد، باستثمار إجمالي ناهر 8 ملايير و 500 مليون درهم منها 4 ملايير و 800 مليون درهم مساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، اي بنسبة 43 في المائة من الاعتمادات المرصودة، والتي شملت 9 الاف مشروع في مجال الانشطة المدرة للدخل ، و 736 مشروع في قطاع الصحة ، و 3 الاف و 430 مشروع في ميدان التعليم ، والف و594 مشروع في مجال البنيا التحتية، بالاضافة الى الف و289 مشروع يتعلق بالتنشيط السوسيو ثقافي والرياضي و 579 مشروع يهم مراكز الرعاية الاجتماعية و 462 مشروع لفائدة مراكز الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة .
ومن جانبه عبر نائب رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء السيد بلاهي اباد عن انخراط المجلس المتواصل في تنفيذ مشاريع البرنامج التنموي الخاص بهذه الجهة، والمساهمة في كل المبادرات الرامية الى النهوض بالعمل الجمعوي والتعاوني .
ونوه باختيار مدينة العيون لاحتضان هذا اللقاء الذي شكل مناسبة للتعريف بالعمل التعاوني والتواصل مع العاملين فيه حول المستجدات و التحديات التي تعرفها الحركة التعاونية .
اما رئيس جامعة ابن زهر السيد عمر حلي فأوضح ان الجامعة اليوم مطالبة بان تضطلع بدور تاطيري في مجال التدبير المحاسباتي والقانوني والمالي لفائدة التعاونيات والجمعيات مذكرا بالبرنامج الذي تم اعتماده بدعم المركز الوطني للبحث العلمي والتقني بجهة أغادير، والذي هم تكوين متكامل لفائدة النساء وخاصة اللواتي يمتلكن خبرة كبيرة في الإنتاج في المجال التعاوني.
وقد تميز هذا اللقاء بتقديم مجموعة من المداخلات تمحورت حول ” آفاق تطوير العمل التعاوني على ضوء مستجدات القانون 112.12 “، و ” تطوير الجودة في مجال منتجات تعاونيات الصناعة التقليدية “، و” دعم المشاريع التعاونية في اطار المبادرة الوطنية “، و” الثقافة المالية آلية لتطوير الحكامة المالية للتعاونيات.