الرباط - المغرب اليوم
مأساة الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا على مستوى مياه بحر البوران ومضيق جبل طارق لا تتوقف، إذ كشفت معطيات جديدة إنقاذ السلطات المغربية والإسبانية منذ يوم الخميس الماضي 1717 مهاجرا سريا، مغاربة ومن إفريقيا جنوب الصحراء، كانوا على متن أكثر من 20 قارب موت، إلى جانب تسجيل 14 مفقودا والعثور على 15 جثة، وفق شهادات الناجين، ومصالح الإنقاذ الإسبانية، ومصدر عسكري من البحرية الملكية المغربية.
المصدر العسكري كشف أن وحدات خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية قدمت المساعدة، السبت، لقارب واجه صعوبات بعرض ساحل الناظور وعلى متنه 53 مرشحا للهجرة السرية من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، من بينهم 8 نساء.
وأوضح المصدر أن عناصر البحرية الملكية عثروا على 15 جثة على متن هذا القارب الذي كان في حالة جنوح منذ أربعة أيام بسبب عطب في المحرك. وتابع أن الناجين من المرشحين للهجرة السرية نقلوا إلى ميناء الناظور.
في نفس السياق، أنقذت السلطات الإسبانية منذ يوم الخميس الماضي 1428 مهاجرا سريا، 800 منهم (738 رجلا و112 امرأة من بينهن حامل، و44 قاصرا)، يوم الخميس الماضي وحده، حيث نقلوا إلى موانئ مالقة وغرناطة وألميرية، حسب صحيفة “إلباييس” و”إيفي”.
مصالح الإنقاذ بالبحرية الإسبانية أشارت إلى أن سفينة “سبيكا” أنقذت 165 شخصا كانوا على متن ثلاثة قوارب، فيما سفينة كاليوبي أنقذت 202 مهاجر على متن خمسة قوارب، فيما سفينة “آمال” أنقذت 148 شخصا. في حين أنقذت سفينة “ماستيليرو” 188 شخصا على مستوى بحر البوران ونقلوا إلى ميناء مالقة. أما سفينة “غواردا مار كونثيبسيون أرينال” أنقذت 83 مهاجرا نقلوا إلى ميناء مالقة.
فيما أشارت “إيفي”، كذلك، إلى أن البحرية الملكية أنقذت يوم الخميس الماضي قابلة سواحل الناظور 289 مهاجرا سريا كانوا على متن العديد من القوارب المهددة بالغرق. المصدر ذاته لم يحدد عدد القوارب ولا جنسيات المهاجرين المنقَذِين.
على صعيد متصل، كشف الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، نور الدين بوطيب، الخميس الماضي بالرباط، أن الجهود التي يبذلها المغرب في مواجهة الهجرة غير الشرعية مكنت، إلى حدود متم شتنبر 2018، من إحباط حوالي 68 ألف محاولة للهجرة غير الشرعية، وتفكيك 122 شبكة إجرامية تنشط في هذا المجال.
وأضاف أن السلطات الأمنية المغربية تمكنت منذ سنة 2002 من تعطيل أزيد من 3300 شبكة إجرامية، وحجز حوالي 2000 قارب لنقل المهاجرين السريين.
وسجل أن التهديدات الرئيسية التي يواجهها المغرب، على غرار عدة بلدان، إلى جانب الهجرة غير الشرعية، ترتبط بالإرهاب والجريمة العابرة للحدود والاعتداءات الإلكترونية، مشيرا إلى أن مصالح الأمن المغربية قامت، منذ سنة 2002، بتفكيك 185 تنظيما إرهابيا، وتوقيف أزيد من ثلاثة آلاف شخص.
وترتبط مكونات التهديدات الإرهابية، حسب بوطيب، على الخصوص، بظواهر عودة العناصر الإرهابية من سوريا والعراق، ونشر التطرف عبر الأنترنيت، إضافة إلى الوضع الراهن للإرهاب في منطقة الساحل الذي يتميز بتعدد الفاعلين الإرهابيين.
وأكد أن الاعتداءات الإرهابية التي تعرض لها المغرب خلال سنوات 1994 و2003 و2007 و2011، فرضت القيام بمجهودات جبارة تندرج في إطار مسعى شمولي يوفق بين عمليات الوقاية الرامية إلى تجفيف مصادر التطرف العنيف، وبين ضرورات الحفاظ على الأمن والاستقرار واحترام حقوق الإنسان وممارسة الحريات الفردية والجماعية..