الرباط ـ المغرب اليوم
دعا ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الثلاثاء، في الاجتماع الوزاري لمجموعة الـ77 والصين، إلى جعل الأزمة الصحية فرصة لتعزيز تعددية أطراف متضامنة، بدءا بضمان ولوج شامل وعادل إلى اللقاحات.
وقال بوريطة، في كلمة عبر تقنية المناظرة المرئية أمام الاجتماع الـ45 لوزراء خارجية مجموعة الـ77 والصين، المنعقد في نيويورك، إنه “يتعين أن نعمل على جعل هذه الأزمة الصحية بمثابة فرصة لتعزيز تعددية الأطراف ومنحها مزيدا من التضامن”.وأضاف، خلال هذا الاجتماع حول “الانتعاش المستدام في عهد كوفيد-19 وتأثيره على التنمية”، أن هذا التضامن يمر قبل كل شيء عبر ضمان الولوج الشامل والعادل إلى اللقاحات، مشيرا إلى أن أقل من ستة في المائة من ساكنة إفريقيا فقط تم تلقيحها إلى حد الآن بشكل كامل.
وأبرز الوزير، في هذا السياق، أنه على الرغم من الآفاق الاقتصادية العالمية الواعدة فإن الانتعاش لا يزال “متفاوتا” في ظل سياق صحي “متقلب” يتسم بظهور موجات جديدة من العدوى.
وقال إن ” استمرار الأزمة الصحية تضاعف مواطن الهشاشة والمشاكل الهيكلية التي تعاني منها معظم اقتصاداتنا، والتي يصعب معالجتها دون استثمارات جريئة في القطاعات الحيوية؛ كالصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والبنيات التحتية، والطاقة النظيفة والتنمية المستدامة.
كما لاحظ بوريطة أن جائحة “كوفيد -19” كشفت إلى أي مدى تكمن أهمية الاستثمار في التنمية البشرية والمستدامة للمجتمعات، موضحا أنه لهذا السبب “يجب أن تظل أجندة 2030 في صلب التعاون الدولي وعملنا الجماعي”.
وحسب الوزير فإن مجموعة الـ77 والصين يجب أن يركزا على التغير المناخي، “أكبر تحدّ في عصرنا”، والذي يشكل “تهديدا وجوديا” للدول الأكثر هشاشة، خالصا إلى أنه “يتعين علينا، بالتالي، تكثيف تعبئتنا ودعوتنا لتجسيد الالتزامات التي تم التعهد بها، ولا سيما من قبل البلدان المتقدمة”.
وأكد بوريطة أنه بدون تمويل كاف سيكون من الصعب الشروع في انتعاش أخضر ومرن ومستدام، مضيفا أن تعبئة وسائل التمويل يمثل “تحديا حقيقيا”، يتطلب نقلة نوعية في معالجة بعض القضايا الأساسية؛ من قبيل الولوج إلى التمويل الخاص والتجارة والاستثمار وتمويل التحول المناخي والتمويل المبتكر والمديونية والمساعدات الإنمائية.
وشدد، في هذا الصدد، على أهمية تعزيز التضامن وتحفيز الشراكة العالمية لفائدة البلدان الأقل نموا، مشيرا إلى أن مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نموا، المقرر عقده في الدوحة في يناير المقبل، يوفر، في هذا السياق الدولي الصعب، الفرصة لإطلاق برنامج عمل جديد، طموح وقابل للتحقيق في الآن ذاته؛ وهو ما سيمكن البلدان الأقل نموا من رفع التحديات التي تواجهها.
من جهة أخرى، هنأ بوريطة دولة باكستان على انتخابها لرئاسة مجموعة الـ77 للعام المقبل، مؤكدا تعاون والتزام الوفد المغربي الكامل في هذا الصدد.
وتعد مجموعة الـ77 والصين تحالف مجموعة من البلدان النامية، مصمما لتعزيز المصالح الاقتصادية والسياسية لأعضائه وخلق قدرة تفاوضية مشتركة ضمن نطاق الأمم المتحدة.
وتضم هذه المنظمة، التي تم إحداثها من قبل 77 دولة والتي تتولى غينيا رئاستها الدورية لعام 2021، حاليا 134 دولة عضو. ومع ذلك، لا يزال يشار إليها باسم مجموعة الـ77 في مفاوضات وجلسات الأمم المتحدة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
المغرب وليبيا يتفقان على تسهيل إجراءات "الفيزا" وعودة الرحلات الجوية