الرباط _ المغرب اليوم
مستعينة بماضي وعود المرشحين للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، تستعرض فئات مدنية عديدة برامج تخلفت عن تنزيلها على أرض الواقع أسماء تقدمت للانتخابات التشريعية والجماعية كذلك، مستغربة تكرار اللازمة ذاتها، على الرغم من دروس التجارب السابقة. وتتصدر المسؤوليات الجماعية الانتقادات الصادرة على مواقع التواصل الاجتماعي، كونها مرتبطة باليومي المعاين بالتفاصيل وعلاقتها المباشرة بتحسين ظروف عيش المواطنين من تعبيد للطرق ومستشفيات ومرافق عديدة. وتبدو هذه الوعود، في غياب مزيد من التوضيحات حول كيفية ترجمتها على أرض الواقع، عائمة في
نظر مغاربة يطمح جزء منهم يعاني من بطالة بنيوية وأجور متدنية في ازدهار اقتصادي وتلبية مختلف حاجياته اليومية وتحقيق بعض من شروط “الرفاه”. كلام عابر عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، اعتبر أن الوعود تقال فقط لضرورة التفوه بها في اللحظات الانتخابية، مشيرا إلى أن السياسيين يعرفون جيدا أن الأصوات والنجاح في الاستحقاقات لا يأتي بتصديق الناس للوعود. وأضاف العلام، في تصريح لجريدة هسبريس، أن البرامج الانتخابية أحيانا لا توزع على الإطلاق، كما لا يتم تحميلها إلكترونيا، مشيرا إلى أن التصويت غالبا ما تحكم محددات عديدة؛ لكنها
تلتقي في حسم اسم المرشح، قبل تقديم الوعود أو البرامج. واعتبر المتحدث أن أصحاب التصويت السياسي ينطلقون من قناعاتهم الإيديولوجية بعيدا عن الوعود، ثم فئة أخرى لا تثق في عمومية الوعود مثل الزيادة في الأجور ووقف العمل بالتعاقد مثلا ومتيقنة من أن هذه الملفات بعيدة عن الأحزاب. وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن المال والقبيلة والدين عناصر متحكمة أكثر من الوعود، وزاد: يمكن للخطاب الملكي مثلا أن يكون عنصرا حاسما على مستوى تصديق الوعد. أما بالنسبة إلى الهيئات الحزبية، فالأمر مختلف تماما. مسؤولية مشتركة محمد حفيظ، الفاعل السياسي اليساري، أورد أن
المواطن يعتمد في تقييمه للاشتغالات على المعاينة ولا يهتم بتاتا بالأرقام والوعود، مؤكدا أن عملية معاينة الحصيلة تتم يوميا بالنسبة إلى الفاعل الجماعي؛ وذلك لارتباطه بخدمات يومية ومباشرة. وأوضح حفيظ، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “مدنا عديدة، على رأسها الدار البيضاء، تعاني من سوء تدبير حاد؛ فلا طرق دون أزبال وحفر وبنيات تحتية ضعيفة، والمسؤولية هنا مشتركة بين الجميع المرشح والحزب والمصوت”. وعبر القيادي اليساري عن استغرابه من ترشح البعض بالوعود نفسها تقريبا، على الرغم من تجريبه العمل الجماعي وفشله فيه؛ لكن المسؤولية يتحملها كذلك من يصدقه ويصوت عليه، ثم الأحزاب التي تمنح التزكيات لأشخاص يحترفون إطلاق الوعود.
قد يهمك ايضا
فتح باب إيداع الترشيحات للانتخابات البرلمانية والجماعية في المغرب