بروكسل ـ سمير اليحياوي
قدّم مقرر الأمم المتحدة الخاص لوضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة مكارم ويبيسونو استقالته، لأن إسرائيل لم تسمح له بالوصول إلى مناطق يفترض أن يراقبها. وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في بيان إن "ويبيسونو سلّم اليوم استقالته إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان. وعبّر عن أسفه الشديد لأن إسرائيل لم تسمح له، خلال مهماته، بالوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ويغادر الدبلوماسي الأندونيسي منصبه في 31 آذار/مارس، في نهاية الدورة المقبلة لمجلس حقوق الإنسان (بين 29 شباط/فبراير و24 آذار/مارس) التي يقدم فيها تقريره الاخير. وقال ويبيسونو في بيان: "للأسف شهدت جهودي للمساعدة في تحسين حياة الفلسطينيين، ضحايا الانتهاكات تحت الاحتلال الإسرائيلي، عراقيل على الدوام". وأشار إلى أنه "تلقى ضمانات" قبل تولي منصبه "بأنه سيتمكن من الوصول" إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال إن طلباته المتكررة "رفضت كلها"، لافتًا الى أن الحكومة الفلسطينية "تعاونت في المقابل بشكل كامل" مع مهمته منذ توليه منصبه، طلب المقرر مرارا من السلطات الاسرائيلية، شفويا أو كتابة، أن تجيز له دخول الأراضي الفلسطينية، وفقا للأمم المتحدة. وتقدم بطلب جديد في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لكنه لم يتلق أي رد من السلطات الإسرائيلية، على قول المفوضية العليا. وأمل ويبيسونو في "أن يتمكن المقرر الخلف من حل المأزق الراهن، وأن يطمئن الشعب الفلسطيني الى أن العالم لم ينس وضعه المأساوي، بعد نحو نصف قرن من الاحتلال، وأن حقوق الإنسان عالمية فعلُا".
وشدد على أهمية أن تتعاون إسرائيل "بشكل كامل، وأن تسمح بدخول الأراضي الفلسطينية المحتلة من دون معوقات".
وفي حزيران 2015، قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون، إن بلاده لم تسمح بزيارة ويبيسونو، "لأن إسرائيل تتعاون مع كل اللجان الدولية وجميع المقررين، إلا إذا كان التفويض الممنوح لهم سلفًا مناهضًا لإسرائيل، وليس هناك اي فرصة لاسرائيل لاسماع صوتها". ولفت الى ان اسرائيل سبق أن منعت ويبيسونو من التحقيق في إسرائيل والأراضي الفلسطينية عام 2014.
ولطالما كانت علاقات إسرائيل بمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان متوترة. وقاطعت اسرائيل دوراته مرارا، معتبرة أنه هيئة "مسيسة تماما".
وكان المقرر الأممي ويبيسونو تولى مهماته في حزيران/يونيو 2014 خلفًا للأميركي ريتشارد فولك الذي لم تسمح له اسرائيل أيضًا بالتوجه إلى الأراضي الفلسطينية، وكانت علاقاته متوترة بها وبواشنطن وفرقاء آخرين، بسبب انتقاداته المتكررة للدولة العبرية. وذهب إلى الدعوة عام 2012 إلى مقاطعة الشركات التي ترتبط أنشطتها بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بسبب الطابع غير القانوني لهذه المستوطنات.
واعتبر ويبيسونو شخصية أقل إثارة للجدل، رغم أنه انتقد بشدة الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة في صيف 2014. وقال آنذاك إن "حجم الدمار والنسبة العالية من الخسائر البشرية للمدنيين في غزة تثير شكوكًا جدية حول التزام إسرائيل القانون الإنساني الدولي". وفي تشرين الثاني/نوفمبر اتهم القوات الأمنية الاسرائيلية باستخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين.