طرابلس ـ المغرب اليوم
أثار إعلان تنظيم "داعش" الحرب على قوات "فجر ليبيا" إثر سيطرته على مدينة سرت، مخاوف من تمدده إلى مدينة طرابلس، لتصبح أول عاصمة تقع في يد التنظيم.
وفي الوقت الذي أعلنت سلطات طرابلس استنفارًا عامًا لمواجهة "داعش"، عبر رئيس الحكومة الموقتة في شرق ليبيا والمعترف بها دوليًا عبد الله الثني، عن مخاوف من مواجهة بلاده سيناريو العراق، مبديًا استغرابه لـ"تخاذل المجتمع الدولي" إزاء تهديد التنظيم المدن الليبية الواحدة تلو الأخرى، وطالب برفع الحظر عن تسليح القوات التابعة لحكومته بقيادة الفريق خليفة حفتر.
برر رئيس حكومة الإنقاذ التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها خليفة الغويل، إعلان حال الاستنفار بعد سيطرة "داعش" على سرت، بأنه يأتي في إطار "حشد قدرات المواطنين ليكونوا مستعدين للذود عن وطنهم في مرحلة حرجة"، وأوضح أنه طليس بسيطًا أن تسقط مدينة في مستوى سرت في أيدي مجموعات خارجة عن إجماع الليبيين".
واعتبر الغويل أنه "لا صحة لما يتداول عن كون طرابلس أول عاصمة عالمية مهددة بالسقوط في أيدي داعش"، مؤكدًا استعداد القوات التابعة لوزارة الدفاع في حكومته لـ"مقابلة المعنويات المرتفعة للمواطنين، بتصميمها على محاربة مسلحي داعش إلى أن يتم القضاء عليهم نهائيًا وتطهير البلاد منهم ومن أساليبهم وسلوكياتهم المنافية للدين الإسلام".
وأكد عضو مجلس حكماء مدينة سرت مفتاح مرزوق، سيطرة مسلحي "داعش" على المدينة، لكنه بيّن أن الأهالي "ليس لديهم احتكاك بهؤلاء المسلحين"، في إشارة إلى أنهم منبوذون في المدينة ولا يستطيعون التحرك فيها بحرية.
وأفادت مصادر في قبيلة أولاد سليمان الواسعة النفوذ في الجنوب الليبي، أن مسلحي القبيلة متمركزون في منطقة هراوة، ويستكملون استعداداتهم بالتعاون مع قبائل أخرى، لشن هجوم كاسح على مسلحي "داعش"، وذكر أحد هذه المصادر ويدعى سليمان خليفة، أن قوة من أولاد سليمان "وصلت الجفرة ووجدت أنه لا صحة للكلام عن وجود مسلحي داعش هناك"، مؤكدًا "دحرهم إلى منطقة خشوم الخيل على بعد 120 كلم جنوب مدينة ودان".
ووصفت مصادر في "فجر ليبيا"، مخاوف حكومة الثني بأنها رد على بيانات صدرت في الشرق الليبي أخيرًا، وتضمنت اتهامات إلى سلطات طبرق وقوات حفتر، بالتقاعس عن مواجهة "داعش"، والانشغال بالمعركة مع "فجر ليبيا".
وذكر القيادي الميداني في الطوارق العربي الكوني، أن "اشتباكات عنيفة" دارت بينهم وبين التبو في الجنوب الليبي الاثنين، مشيرًا إلى أن مسلحيه، طاردوا فلول التبو إلى ما بعد مشروع "الديسة" الزراعي "بعدما تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد"، مشيرًا إلى أن الطوارق الموالين لـ"فجر ليبيا" غنموا العديد من الأسلحة التي خلفها خصومهم وراءهم.