الجزائر ـ إياد السليمي
تمكن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر، عمار سعداني، من استمالة حزبين من تيار الإخوان المسلمين إلى مشروعه لإطلاق مبادرة لدعم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.
وانشق قادة الحزبان عن حركة مجتمع السلم، التي تعتبر نفسها الممثل الوحيد لتيار الإخوان المسلمين في البلاد، ما يؤشر إلى أن سعداني يعمل على عزل الحركة التي تعتمد خطابًا راديكاليًّا في مواجهة السلطة.
وتمكن سعداني من تشكيل تحالف سياسي مهم لمبادرته التي أطلقها منذ أسابيع وشبهها بـ"جدار وطني" ظاهرها منع التحرش بالجزائر، وباطنها إنشاء تحالف رئاسي جديد قد يكون له يد في صناعة الرئيس المقبل.
وزار سعداني مقر جبهة التغيير، التي يقودها الوزير السابق، الإسلامي عبدالمجيد مناصرة، وتمكن من كسب تأييد هذا الحزب الذي تخندق في المعارضة منذ تأسيسه قبل 3 أعوام.
يُذكر أن حزب جبهة التغيير انشق عن حركة مجتمع السلم وأبرز قادته كانوا من المقربين من مؤسس الحركة الراحل محفوظ نحناح.
وأكد مناصرة أن لقاءه مع قيادة الحزب الحاكم كان إيجابيًّا وقرّب الآراء كثيرًا، وأن المبادرة التي أطلقها سعداني تحتوي في أساسياتها نقاطًا إيجابية عدة، فيما تبقى ملاحظات قليلة له عليها قبل إعلان رأي حزبه بشأن الانضمام إليها.
كما التقى سعداني قادة حركة البناء الوطني، وهي تنظيم انشق أيضًا عن حركة مجتمع السلم التي يقودها عبدالرزاق مقري.
وتوحي خطوات سعداني إلى محاولته استعادة ورقة الإسلاميين ضمن ترتيبات المرحلة المقبلة، بعد أن خرجت الأحزاب الإسلامية في الأعوام الثلاثة الماضية من حسابات السلطة منذ انسحاب الإخوان من الحكومة مطلع العام 2012، في وقت كان التيار الإسلامي فيه يحصد مكاسب في دول عربية جراء أحداث الربيع العربي.
كما شارك في المبادرة حزب العدل والبيان، الذي كانت زعيمته نعيمة صالحي تدعم علي بن فليس، خصم الرئيس بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية للعام 2014، ما أثار موجة انتقادات ضد سعداني بسبب البحث عن أكبر عدد من المساندين رغم خلافاتهم مع السلطة.