بيروت - فادي سماحة
شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، انفجار سبعة قنابل يدوية ألقيت تباعا، قبل منتصف ليل أمس السبت وفجر اليوم الأحد، وتركزت في منطقة واحدة تقريبا، في الشارع الفوقاني، عند مفترقات بستان القدس، والطيري، وعكبرا وسوق الخضار، وانفجرت إحداها بالقرب من أحد حواجز القوة الأمنية المشتركة، التي يعول عليها الجميع، السهر على تنفيذ مهمة حفظ الأمن والاستقرار، وملاحقة وتوقيف مطلقي النار في المخيم.
ولم تسفر القنابل التي أحدثت دويا هائلا، عن وقوع أية إصابات في الأرواح، واقتصرت أضرارها على الماديات، كمان أنها كانت كفيلة بقض مضاجع أبناء وسكان المخيم، وأعادت إلى أذهانهم، كل أجواء الرعب، التي عاشوها خلال الاشتباكات العنيفة والمدمرة التي وقعت في الأيام الأخيرة من الشهر الفائت، بين مسلحي حركة "فتح"، ومسلحي العناصر الإسلامية السلفية المتشددة، والتي نجم عنها عدد من القتلى والجرحى، ودمار كبير في الممتلكات الخاصة والعامة، لا تزال أثارها قائمة حتى الآن.
تساءلت غالبية القوى والمرجعيات الأمنية والسياسية اللبنانية والفلسطينية، عن أسباب وأبعاد إلقاء هذه القنابل، ومن يقف خلفها ، والغاية منها بعد أيام على تثبيت قرار وقف إطلاق النار في المخيم ،ومتابعة الاتصالات واللقاءات بين جميع الفرقاء، من اجل تحصين الوضع ومنع تجدد أي اقتتال داخل المخيم .
وكشفت مصادر مطلعة، عن زيارة قام بها وفد أمني فلسطيني رفيع قبل يومين، أتى من رام الله وهو موفد من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى مخيمات الجنوب، وخصوصًا إلى عين الحلوة والمية ومية في صيدا والرشيدية في صور.
وقام الوفد بجولة ميدانية اطلع فيها عن كثب على كل الأوضاع القائمة ، وعقد سلسلة من اللقاءات ، تركزت في عين الحلوة والمية ومية ، وشملت ممثلي القوى الإسلامية ، وكان لافتا اللقاء المشترك بين الوفد وممثلي كافة القوى الوطنية والإسلامية مع الأمين العام لتنظيم "أنصار الله" جمال سليمان في مخيم المية ومية.
علما أن سليمان بدأ حياته العسكرية ضابطا في حركة "فتح"، وعندما كان مسؤولا عن كتيبة شهداء عين الحلوة، قبل نحو عقدين انشق عن الحركة، وأعلن تأسيس حركة "أنصار الله"، المدعومة من "حزب الله"، على الرغم من إعلان سليمان قبل أكثر من عام، فك ارتباطه مع الحزب مع مواصلة تأييده لنهج المقاومة.
وكان يأمل مسؤول الكفاح المسلح الفلسطيني السابق محمود عبد الحميد عيسى، الذي فصل من حركة فتح نتيجة ارتباطه مع عضو اللجنة المركزية في الحركة المفصول أيضا محمد دحلان، بأخذ دور ما على ساحة المخيمات الفلسطينية ، سيما في عين الحلوة،على الرغم من إعلانه عن تأسيس حركة أطلق عليها اسم الحركة التصحيحية داخل فتح .
من هنا تتوقع المصادر، وجود رابط بين إلقاء القنابل اليدوية وبين زيارة الوفد الأمني الرفيع ، وما نجم عنها أو سينجم عنها في وقت لاحق من نتائج ، قد يجد فيها بعض المسؤولين حتى داخل حركة فتح ، ومن دون شك خصوم فتح تشكل ضررا ماديا ومعنويا لهم .
واعتبرت المصادر أن مطلقي القنابل ،وهي بمثابة رسائل صوتية لمن يعنيهم الأمر حركتهم جهة واحدة ، أو مسؤول واحد لن يكون من الصعوبة كشف هويته قريبا.
وكان لافتا أن الوفد الأمني تجنب الإعلان عن زيارته والنتائج التي حققها ، كما تجنب الظهور وأخذ صور له في كل اللقاءات وبدت صورة اللقاء الموسع في المية ومية مع سليمان من دون أن يظهر فيها أي من أعضاء الوفد الذي طلب مع مسؤولي حركة فتح ، إقامة دورة تدريبية عسكرية لنحو مائة عنصر من الحركة على أن تقام في مخيم الرشيدية في اقرب وقت .
وظهر الأحد خرج العديد من أهالي وأطفال المخيم في مسيرة في الشارع الفوقاني ونظموا اعتصاما رمزيا احتجاجا على توتر الوضع الأمني في المخيم من جديد وطالبوا بمحاسبة مطلقي القنابل اليدوية ، وبالتعويض عن الإضرار الناجمة عن الاشتباكات الأخيرة.