الدار البيضاء ـ حكيمة أحاجو
طالب أحد الأعيان وشيخ من شيوخ تحديد الهوية في المخيمات الصحراوية محمد لمين خطري سيدامو، رئيس جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز المراكشي بالتنحي عن السلطة.
وأوضح محمد لمين خطري سيدامو في رسالة وجهها إلى عبد العزيز المراكشي، أن تشابه الظروف بين الوقت الحالي وعام 1975 من حيث بعض الحقائق هي التي دفعته لمراسلته ومنها أن الصحراويين عام 1975 كانوا أمام مفترق طرق يطالبون إسبانيا بتقرير المصير، والآن يقفون عند مفترق طرق آخر بالمطلب نفسه، لكن بعد 40 عامًا من المعاناة والمآسي.
وأكد في رسالته أن عام 1975 كانوا في أرض الساقية الحمراء ووادي الذهب، وكان الصحراويون معروفين، واليوم مشردون ولم يعد يعرف الصحراوي من غيره، وكانت إسبانيا جاهزة لتنظيم استفتاء، على شكل مخطط بيكر الذي قبلوه بعد 30 عامًا من عذاب الصحراويين والصحراويات، ولم تحصلوا عليه.
وأضاف: "في عام 75 ترجيناكم في عين بنتيلي بأن تتقوا الله في الصحراويين، وتقبلوا العرض الإسباني وتحقنوا دماء الصحراويين وتجنبوهم الدخول في مغامرة غير محسوبة العواقب، فكان جوابكم حينها بضع طلقات متبوعة بشعاركم الذي طبع مرحلة 75- 91 بالبندقية ننال الحرية، و تقفون اليوم بلا بندقية وﻻ حرية".
وأردف: "السيد الحائز على كل الألقاب في الساحة الصحراوية، لم تجدوا الشعب الصحراوي مشتت كما تدعون، فلم يشهد تاريخه منذ قرون أن اشتكى فرد منه من اعتداء خارجي إﻻ واجتمع كل أبناء الساقية الحمراء ووادي الذهب حتى يدفعوا عنه الاعتداء، ولم يكن فيه متسول بفضل التكافل بينه بالعطية والمنيحة".
وتابع: "أنتم ورفاقكم في قيادة الجبهة هم من كان مشردًا ومجهولًا وبلا ألقاب، فجئتمونا، وﻻ غرابة في مجيئكم لأهلكم، وكنا كرماء معكم لدرجة أن أعلنا حل أنفسنا في الجماعة وحولنا أنفسنا إلى المجلس الوطني الصحراوي الذي أعطاكم في مجلس قيادة الثورة الشرعية، على أن تعودوا إليه في القرارات المصيرية المتعلقة بالشعب الصحراوي".
واتهم لمين خطري، عبد العزيز المراكشي بخيانة الصحراويين حيث فصلهم عن جذورهم وحولهم من قبائل متضامنة رغم تفرقها إلى قبيلة واحدة متناحرة بسبب نزاعات القيادة على السلطة والامتيازات التي توفرها.
ودعا الشيخ الصحراوي عبد العزيز المراكشي ومن معه إلى التنحي عن السلطة، بالقول: "بصفتي أحد شيوخ القبائل الصحراوية، منطلقا من زهدي كما هم جميع الشيوخ في سلطة تتهافتون عليها، وحرصي كما هم جميع الشيوخ على أن نعالج ما أمكن علاجه من آثار خطاياكم في أهلنا، نطالبكم للمرة اﻻخيرة والفرصة مواتية أمامكم في المؤتمر الذي تزمعون عقده بعد أقل من شهر من اﻵن، أن تنتحوا عن كاهل الصحراويين الذي أثقلتموه بتمسككم بالسلطة على مدار 40 عامًا، وأن تتركوا له حرية أن يختار من يدير شؤونه ممن يرتديه من أبنائه، وأن ﻻ تلجئوا إلى حيلكم التي تجاوزها الزمن لتعيدوا تزكية أنفسكم، بالقوانين التي فصلتموها على مقاسكم، وبالخصوص بأن ﻻ تحملوا معكم مفاتيح خزينة الصحراويين لتوظفوها في تفريق كلمتهم حتى تبقى كلمتكم و أعوانكم هي الباقية".