نواكشوط– المغرب اليوم
تنطلق الحملة تحت رعاية وزير الصحة من مقاطعة كرمسين التابعة لولاية الترارزة حفل انطلاقة الانشطة المؤذنة بإدخال لقاح شلل الأطفال المعطل ضمن اللقاحات الروتينية للبرنامج الوطني الموسع للتلقيح.
وسيتم تعميم ادخال اللقاح بصورة فعلية على كافة أنحاء التراب الوطني، وذلك من خلال إقامة أنشطة مماثلة على مستوى مختلف ولايات الوطن وتحت الاشراف الفعلي للسادة الولاة.
ويسعى قطاع الصحة من خلال هذه الانشطة الى ان تتمكن موريتانيا من تحقيق نسبة تغطية بهذا اللقاح تعادل نسب التغطية التي تتمتع بها الجرعة الثالثة من اللقاح الخماسي، ولقاح المكرات الرئوية-13 ولقاح الشلل الفموي واللقاح المضاد للفيروسات العجلية (الروتا).
وحسب المنسق الوطني للبرنامج الموسع للتلقيح، الدكتور أمبارك ولد هميد، فقد قررت حكومة الجمهورية الاسلامية الموريتانية ادخال هذا اللقاح ضمن اللقاحات الروتينية للبرنامج الوطني الموسع للتلقيح وذلك لسببين، اولهما مدى خطورة وفداحة مرض شلل الاطفال وثانيهما الفعالية الشديدة التي يتمتع بها شلل الأطفال المعطل، وقد تم هذا الادخال بدعم سخي من الشركاء، وخاصة المنظمة العالمية للصحة اليونيسيف والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع.
وأضاف ان اللقاح الجديد يتميز من الناحية الفنية بقدرته على الحد من85 الى 98% من الاصابات الناجمة عن مختلف انماط فيروس شلل الاطفال، مما سيمكننا من تحقيق نسب تغطية عالية وفي وقت قياسي (بحكم ان اللقاح سيتم اعطاؤه بالتواقت مع اللقاح الخماسي في نفس الجلسة)، هذا اضافة الى ان ادخال هذا اللقاح سينجم عنه تبسيط للإجراءات البرمجية والادارية من خلال خفض الكلفة الاجمالية وذلك من خلال سهولة تسجيل البيانات، زد على ذلك قابلية هذا اللقاح العالية للتكيف مع ظروف بيئية واداء البرنامج الموسع للتلقيح في موريتانيا.
وبخصوص الناحية العملية فان هذا اللقاح يتكون من فيروس شلل الاطفال المقتول، لذا فانه يمكن ان يتم عطاؤه بالمشاركة مع كافة اللقاحات الاخرى، مثل اللقاح الخماسي (الدفتريا-الكزاز-السعال الديكي-التهاب الكبد البائي-المستدمية النزلية نمط ب)، لقاح المكورات-13،لقاح الشلل الفموي، لقاح الفيروسات العجلية، اضافة الى ان ادخال هذا اللقاح لا يستلزم زيارة اضافية للطفل لمركز التلقيح. بل سيتلقى الطفل جرعة واحدة من لقاح الشلل المقتول لدى بلوغه 14 اسبوعا خلال عودته لتلقي الجرعة الثالثة من لقاح الشلل الفموي وغيره من اللقاحات المبرمجة في هذا العمر.
ومن الجدير هنا ان ننوه ان البرنامج الوطني الموسع للتلقيح سيقوم بتوفير لقاح شلل الاطفال المقتول مجانا على مستوى كافة المنشآت الصحية التي تقوم بأنشطة اللقاحات الروتينية.
و تحدث عن مسوغات اختيار هذا مبرزا أنه تم بناء على دراسة لكافة المعطيات المتوفرة واعتمادا على الخبرة الوطنية الكبيرة في إدخال للقاحات الجديدة.
وهكذا تم اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بان تتم عملية ادخال اللقاح الجديد بسرعة وكفاءة ضمن الانشطة الروتينية للبرنامج الوطني الموسع للقاحات.
وقد تم بالفعل وصول اللقاحات وتوزيعها على مختلف ولايات الوطن, حيث تمت مراجعة كافة الوسائل الخاصة بعملية التلقيح وتعديلها اذا تطلب ذلك (استمارات التسجيل ، بطاقات التلقيح، شكليات التقارير، قواعد البيانات).
وقد تم توفير المخصصات المالية اللازمة للقيام بحملة التلقيح على كافة المستويات، كما تم القيام بدورات تكوينية من اجل تحسين خبرة فرق التلقيح وتدريبهم على الجوانب الادارية والفنية لعملية التلقيح وخصوصا ما يتعلق منها بلقاح الشلل الحقني، وستتم مواكبة انطلاقة عمية ادخال اللقاح بتنظيم حملة تحسيس جماهرية يتم فيها اعلام الاهالي ان اللقاح يستهدف الاطفال البالغين 14 اسبوعا من العمر، وانه يعطي بالتواقت مع الجرعة الثالثة من الخماسي ومن لقاح المكورات-13 ومن لقاح الشلل الفموي.
و أشار الى أن دول باقي الدول في شبه المنطقة اعتمدت ، ديناميكة جديدة تتطلع من ورائها الى تعزيز برنامجها الموسع للقاحات وذلك من خلال التزامها بإدخال لقاح الشلل الحقني. لذا فان عملية عملية ادخاله اليوم تندرج في اطار المسعى العالمي للقضاء على شلل الاطفال.
و نبه إلى البرنامج الوطني الموسع للتلقيح يعتمد على رؤية واضحة تهدف للاستقلالية التامة والمستديمة في مجال اللقاحات على المدى المتوسط والطويل، و قد ترجم هذه الرؤية من خلال توفير التغطية التامة لكل طفل موريتاني ضد الامراض التي تمكن الوقاية منها باللقاحات وذلك من خلال العديد من المبادرات بما في ذلك القضاء على شلل الأطفال، والقضاء على كزاز الأمهات والمواليد، والحد المستعجل من حالات الوفيات والامراضية المتعلقة بالحصبة، وإدخال لقاحات جديدة، ناهيك ايضا عن الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل الحكومة وشركائها من اجل تفعيل البرنامج الوطني الموسع للقاحات الروتينية والتي من ابرزها اتاحة التلقيح على مستوى كافة المنشآت الاستشفائية.
و هذا وشدد المنسق إلى أن اللقاح فعال جدا و لايحمل أعراضا جانبية و يكفي استعماله لمرة واحدة في حياة الطفل.