لندن ـ الروسية
نُشر مقال مؤخرا في جريدة New Scientist، تحدث عن انخفاض تدريجي في نسب ذكاء الأشخاص في الدول المتقدمة مثل المملكة المتحدة وأستراليا وهولندا. وتأتي نتائج هذه البحوث متناقضة مع اختبارات أجريت منذ فترة طويلة على الذكاء البشري، والتي كانت تفترض أن الذكاء يعد صفة يتميز بها الإنسان مدى الحياة ولا يمكن تغييرها، وأننا لا نستطيع رفع معدل الذكاء، لأنه يعتبر سمة ثابتة غير حساسة للتعليم أو "تدريب العقل" أو النظام الغذائي أو أية تدخلات أخرى، وبعبارة أخرى أننا جميعا في مستويات ذكاء محددة بيولوجيا. بالرغم من ذلك أظهرت الدراسات العلمية الحديثة أن نسبة ذكاء الفرد قد تتغير خلال مدة لا تزيد على بضع سنوات، وأوضحت الدراسات أن هناك تغيرات دقيقة تطرأ على معدلات الذكاء في مراحل العمر، ما يبين أن معدل الذكاء يستجيب للمؤثرات الخارجية مثل الإهمال والتقدم في العمر والتغذية والوراثة وغيرها. وفي نفس السياق قال العلماء إن معدل التغير والاستجابة للمؤثرات الخارجية هو ما يسمح بتفاوت الفروق في الذكاء بين الموهوبين والأشخاص العاديين. لذلك يمكن القول إن العقل يعمل على مدار اليوم ليتعلم ما يدور حوله، لكن يبدو أن قدرات العقل على التعلم تفوق الحدود المتصورة عنه، ويرى العلماء أنه من خلال معرفة كيف يعمل العقل، يمكن زيادة قدراته لأقصى حد. وبالرغم من بعض النظريات التي تصر على أن نسب الذكاء ثابتة، إلا أن الكثير من العلماء أوضحوا أنه من الممكن تنمية مهارات الذكاء بالعديد من الوسائل، منها ممارسة الرياضية والحرص على نوعية الطعام الذي نتناوله مثل التوت والأسماك والحرص على ساعات نوم كافية والقراءة وتنظيم الأفكار والحرص على متابعة الأخبار وتعلم لغات جديدة.