مراكش-المغرب اليوم
ترد بين الفينة والأخرى أخبار عن حالات ولادة نساء حوامل في الشارع العام في المغرب، حيث لا يزال المغاربة يتذكرون حالة مواطنة شابة تنحدر من مدينة زايو، وضعت مولودها أمام أنظار المارة، بسبب عدم عثورها على سرير في المستوصف الصحي للمدينة، وحالة سيدة أخرى من مراكش داهمها المخاض لتلد في الشارع العام أيضا.
سكان الجماعة القروية أنوال في جماعة بوشاون، التابعة ترابيا لقيادة تالسينت في إقليم فكيك، حضروا بدورهم لمشهد إنساني مؤثر، تمثل في وضع إحدى نساء القرية لمولودها في الشارع، بفضل مساعدة جاراتها اللائي عملن على نجدتها، ومد يد العون لها إلى أن وضعت جنينها بسلام.
ويحكي عبد الله، مهاجر مغربي في إحدى البلدان الأوربية يقضي عطلته في هذه المنطقة، كيف أن سكان "أنوال" تفاجئوا بوضع سيدة حامل لوليدها وسط الشارع، وبين الحجارة المتناثرة، في ظروف إنسانية وصحية مزرية، ووسط حرارة مفرطة زادت من عسر الولادة.
وذكر ابن قرية أوال أن ولادة السيدة الحامل، تمت بمساعدة نساء الجيران اللواتي تكفلن بحالتها بعد أن اشتدت آلام المخاض عليها، في ظل مستوصف صحي مغلق الأبواب، وممرضة رفضت تقديم المساعدة، فيما كانت سيارة الإسعاف الوحيدة غائبة عن الأنظار.
واستطاعت بعض نساء القرية من معارف وجارات السيدة الحامل أن يُولّدنها في الشارع، بعد أن فاجأها المخاض على حين غرة، وذلك رغم عدم توفرهن على أدنى المستلزمات الطبية للتوليد، حيث تمت الولادة بنجاح، وعادت الأم إلى بيتها بين الفرحة بمولودها الجديد، والأسى على ظروف ولادتها الغريبة.
وانتابت مشاعر الغضب عددا من شباب المنطقة بعدما عاينوا ظروف ولادة المرأة في الشارع، وقاموا بالاحتجاج على ما وصفوه بتدهور الوضعية الاجتماعية في جماعة بوشاون، الأمر الذي حدا بالسلطات المحلية إلى الحضور لتهدئة الأوضاع.