الرباط-المغرب اليوم
بعد الانتهاء من عملية إخلاء أكثر من 800 نزيلًا من المنازل المحيطة بضريح بويا عمر في إقليم قلعة السراغنة، وترحيلهم باتجاه المستشفيات والمصالح الطبية المختصة في عدد من المدن المغربية، أطلقت وزارة "الصحة"، بالتنسيق مع وزارة "الداخلية"، المرحلة الثالثة من مبادرة الكرامة في مجال الصحة النفسية.
اللجنة الإقليمية المكلفة بتنفيذ المبادرة، دشنت المرحلة النهائية من العملية بتكليف السلطة المحلية بإعداد لائحة بأسماء المحتضنين السابقين للنزلاء ومساعديهم وجميع الأشخاص المعنيين بمبادرة وزارة "الصحة"، وذلك من أجل مساعدتهم على الانخراط في أنشطة بديلة مدرة للدخل ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية.
وكلفت اللجنة المصالح المختصة في عمالة إقليم قلعة السراغنة، لاسيما في قسمي الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بإعداد تقرير حول انعكاسات مبادرة الكرامة على محيط مركز الجماعة القروية بويا عمر وسكانها، مع توصية بأن يكون التقرير متضمنًا لمقترحات عملية، يسهُل ترجمتها إلى مشاريع ملموسة وذات أثر إيجابي مباشر على السكان المستهدفون، بما يضمن نجاح المبادرة التي رفعت منذ إطلاق مراحلها الأولى شعار تبني مقاربة تنموية مجالية شاملة، على أن يتم رفع التقرير إلى وزارة "الصحة" قبل متم شهر رمضان الجاري.
وتبنت اللجنة الإقليمية توصيات، في اختتام اجتماعها الأخير، دعت فيها إلى إشراك المحتضنين السابقين للنزلاء، وجميع المتدخلين والفاعلين الاجتماعيين والجمعويين المحليين، في تسيير المركز السوسيو طبي المقرر إحداثه في الجماعة القروية بويا عمر، غير بعيد عن الضريح المثير للجدل، وهو المركز الصحي الاجتماعي، الذي سبق للمندوب الجهوي لوزارة "الصحة" في مراكش أن أعلن، أن وزارته ستنتهي من أشغال بنائه وتجهيزه في غضون العامين المقبلين، وستبلغ طاقته الاستيعابية 120 سريرًا، على أن يتم تخصيصه لإيواء المرضى وللتطبيب "الطب العام"، وللفحوصات الخاصة بالطب النفسي، التي ذكر بأنه سيتولاها أطباء المركز المذكور.
وكلفت اللجنة الإقليمية لتنفيذ مبادرة "كرامة" قسم التعمير والبيئة في عمالة إقليم قلعة السراغنة، بالتنسيق مع إدارة الأملاك المخزنية، بمهمة تسوية وضعية البقعة الأرضية المخصصة لبناء المركز الصحي الاجتماعي، وهي البقعة التي أكد المندوب الجهوي لوزارة "الصحة"، في تصريحه السابق للجريدة، أن السلطات الإقليمية وضعتها رهن إشارة وزارته مساهمة منها في إنجاز هذا المشروع.
وأكد المسؤول ذاته في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة، أن وزارة "الصحة" ستنتهي، أواخر العام المقبل، من أشغال بناء وتجهيز مستشفى للأمراض العقلية في مدينة قلعة السراغنة.
ودشنت وزارة "الصحة" المرحلة الأولى من العملية بتأهيل مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية في المغرب، عبر الرفع من طاقتها الاستيعابية بأكثر من 1000 سرير، قبل أن تنتقل إلى المرحلة الثانية، التي انطلقت، في 11 حزيران(يونيو) الماضي، بإجراء فحوصات طبية عضوية ونفسية لأكثر من 800 نزيلًا بالمنازل الواقعة بمحيط الضريح، قبل أن يتم ترحيلهم إلى المستشفيات العقلية القريبة من مقرات إقامة عائلاتهم.