الرباط - المغرب اليوم
بلغ عدد المصابين بداء السكري الذين تكفلت بهم وزارة "الصحة" العام 2015، 620 ألف حالة، منها 280 ألف حالة، تعالج بمادة الأنسولين، أي 31 في المئة من مجموع المصابين بهذا الداء في المغرب، حسب مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض التابعة للوزارة.
وذكرت رئيس مصلحة أمراض الأيض والغدد الصماء في المديرية، فاطمة الزهراء الموزوني، أن 60 في المئة من المصابين الذين تتكفل بهم الوزارة يستفيدون من نظام المساعدة الطبية "راميد".
وأوضحت الموزوني أن 37 في المئة من المصابين بداء السكري المتكفل بهم ينحدرون من العالم القروي، مشيرة إلى التكفل بـ 15 ألف طفل في إطار فحوصات داء السكري الخاصة بالأطفال.
ويعتبر داء السكري مرضا مزمنا وصامتا تنجم عنه مضاعفات خطيرة تصيب على الخصوص جهاز القلب والشرايين من خلال ارتفاع ضغط الدم، والجهاز العصبي والعين والكلى والأطراف السفلى.
ويُعد داء السكري أيضا أول أسباب فقدان البصر والقصور الكلوي وبتر الأعضاء، وسادس أسباب الوفاة.
وأكدت المسؤولة أن الوزارة، وعيا منها بخطورة هذا المرض الذي يعد من أمراض العصر، جعلت من محاربة داء السكري أولوية تندرج في إطار الاستراتيجية القطاعية للصحة 2012-2016، حيث وضعت نظاما للتشخيص لفائدة الأشخاص الاكثر عرضة للإصابة، على مستوى جميع مؤسسات العلاجات الصحية الأساسية على المستوى الوطني بمعدل 500 ألف شخص معرض للإصابة سنويا.
وأضافت أن الوزارة أمنت توفر ومجانية الأدوية المضادة للسكري "حقن الأنسولين والأقراص" لاسيما بالنسبة للمستفيدين من نظام "راميد"، مذكرة بأنه تم خلال العام 2014 تخصيص غلاف مالي بقيمة 133 مليون درهم لشراء هذه الأدوية.
وأبرزت أن الوزارة حرصت على تدريب الأطباء العامين في مجال التكفل بالأشخاص المصابين بداء السكري لسد النقص واختلال توزيع أطباء الغدد الصماء على المستوى الوطني، كما أحدثت مراكز مندمجة للتكفل بالأمراض المزمنة "داء السكري وارتفاع الضغط الدموي" حيث يمكن للمصابين الاستفادة من استشارات متخصصة "الغدد الصماء والقلب والكلى والعيون" وتتبع أيضي.
وشرعت الوزارة في إقامة برنامج موحد للتربية العلاجية يستجيب لمعايير على مستوى المواقع النموذجية السبعة بغية تعميمه، وهي بصدد تنظيم الاستشارة في داء السكري بالنسبة للأطفال، بالتنسيق مع شركائها.
وفي إطار الوقاية من الأمراض المزمنة والمكلفة، ومنها داء السكري، وقعت وزارة "الصحة" والوكالة الوطنية للتأمين على المرض والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، حسب السيدة المزوني، اتفاقية ثلاثية في تشرين الأول/أكتوبر 2014 تمتد على ثلاث أعوام، ستتناول العام الأول الإشكالية المتعلقة بالسكري ومضاعفاته.
وفي هذا الصدد، أعدت المؤسسات الثلاث مخططا للتواصل من أجل حملة وطنية للتحسيس حول السكري ومضاعفاته تحت شعار "جميعا ضد داء السكري".
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 10 في المئة من السكان المغاربة البالغين 25 عامًا فما فوق، مصابون بداء السكري العام 2012، أي ما بين 1,7 مليون ومليوني مصاب.
وداء السكري هو عبارة عن اضطراب في عملية هدم وبناء الأيض تتميز بارتفاع مزمن في مستوى تركيز السكر في الدم، وهناك نوعان من السكري "الصنف 1" الذي يظهر عموما في سن الطفولة أو المراهقة، ويتمثل علاجه في أخذ حقنات من الأنسولين مدى الحياة، و"الصنف 2" الذي يظهر في سن الرشد ويرتبط بالسمنة ونقص الأنشطة الرياضية والتغذية غير السليمة.