الجزائر - المغرب اليوم
لسنوات طويلة، ظل الشاب الجزائري طارق فليليسه يعاني من آلام حادة، لم يعرف طبيعتها، بعد إصابته بجروح خلال شجار وقع في مدينة سطيف، شمال شرقي الجزائر عام 1997. وبعد مرور 26 عاما، تمكن فريق طبي تونسي، بقيادة الجراح خير الدين الزاهي من كشف الحقيقة وإنهاء آلام الشاب بعد استخراج بقايا سكين علقت في جسده، وكشف الزاهي لموقع "سكاي نيوز عربية" تفاصيل العملية الفريدة.
وقال الشاب الجزائري طارق فليليسه (44 عاما) لموقع "سكاي نيوز عربية" إنه حمل السكين في ظهره منذ كان عمره 18 عاما، إذ لم ينتبه الأطباء الذين أسعفوه بعد إصابته في الشجار إلى وجود السكين على بعد 5 سنتمترات تحت جلد جسده.
وحسب روايته، قام الأطباء بخياطة الجرح، لكنه ظل يعاني من آلام لم يفهم مصدرها، مما اضطره لتعاطي الأدوية المسكنة لسنوات طويلة ومواجهة المتاعب النفسية.
وتابع طارق: "بعد زيارات متتالية للأطباء بسبب الآلام اختلفت تشخيصاتهم لحالتي، إلى أن أكد لي الأطباء في مستشفى سطيف بالجزائر عام 2022 أن صور الأشعة توضح وجود خنجر مغروس في جسدي قرب العمود الفقري".
وقال: "أبدوا (الأطباء) تحفظهم على إجراء جراحة لإزالته خوفا من إصابتي بالشلل، وذلك جراء انغراس الآلة الحادة في مناطق حيوية وقرب النخاع الشوكي، غير أنني قررت مواصلة العلاج خارج الجزائر من أجل إجراء الجراحة".
وتابع: "فتوجهت إلى تونس وهناك تواصلت مع الدكتور الزاهي الذي طمأنني بأن الجراحة ممكنة".
وبعد أن أجرى الجراحة، بدأ الشاب الجزائري يتعافى وطرأ تحسن على حالته النفسية، حتى أنه شعر بفرحة مَن ولد من جديد.
وقال إنه متحمس لاستئناف عمله في الطبخ وحياته الأسرية رفقة زوجته وأطفاله الأربعة.
تفاصيل العملية
كان الدكتور خير الدين الزاهي المتخصص في جراحة وتقويم العظام قد أجرى عملية استخراج السكين من ظهر طارق منذ أسبوع، في إحدى المصحات بالعاصمة التونسية رفقة فريق جراحة متخصص.
وقال الزاهي في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" إن العملية تمت في ظروف عادية، خاصة بعد استكمال كل الفحوص اللازمة، موضحا أن طارق كان يحمل السكين في ظهره مند 26 عاما.
وأضاف: "يبدو أن الأطباء خاطوا جرحه دون التفطن لوجود الجزء الحديدي من السكين في جسده، وبينت صور الأشعة أن الجزء الحديدي من السكين بقي مغروسا في الظهر قرب العمود الفقري الرئتين وبين الضلوع والفقرات في موقع حساس وقريب من الأماكن الحيوية".
وأكد الدكتور أن نوعية الإصابة لا تعيق الحركة، لكنها تسبب آلاما عند تغير الطقس، كما أن السكين غير معقمة ويجب انتزاعها حتى لا تسبب التهابات قرب النخاع الشوكي والرئتين، لأن الحديد غير مهيئ ليكون مزروعا في جسم الإنسان
كما أن وجوده في جسد طارق يعرضه للمخاطر في حال أجرى اختبارات الرنين المغناطيسي، وفق الجراح التونسي.
واعتبر الدكتور خير الدين الزاهي أن القرار الصائب كان نزع السكين من جسد طارق، بعد التشخيص الجيد والاطمئنان على حالة نخاعه الشوكي والفقرات والرئتين.
وقد أجرى الجراح العملية الجراحية الدقيقة بالاستعانة بزميل له مختص في جراحة العظام، ونجحا في استئصال السكين من جسم المصاب دون مضاعفات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :