الرباط _ المغرب اليوم
أضحت الوضعية الوبائية في بلادنا تتفاقم يوما بعد آخر، حيث باتت الإصابات بـ"كوفيد-19" في تزايد مقلق، ويتوقع مهنيون أن يزيد الوضع تفاقما، بل وأن تعرف حالات الإصابة وأيضا الوفيات ارتفاعا ملحوظا، وهو ما يتطلب إجراءات مهنية خاصة لتفادي ذلك. وفي هذا الإطار، قال حمزة إبراهيمي، عضو المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، إن "الأمر يتطلب إجراءات آنية ومستعجلة تتلاءم مع حالة الطوارئ وتفاقم الوضع الوبائي الحالي المتسم بارتفاع جميع المؤشرات السلبية، سواء معدل الإماتة أو معدل الإصابات الحرجة أو امتلاء أقسام كوفيد". ووقف إبراهيمي على أهمية "توفير العنصر البشري الكافي خلال هذه المرحلة، عبر توظيف شامل وبشكل مباشر لكل الأطر الطبية والتمريضية المعطلة،
وكذا الاستعانة بالأطقم الصحية، سواء بالقطاع الخاص أو الطب العسكري الذي يمكن أن تكون مؤسساتنا الاستشفائية الآن في أمس الحاجة إلى تدخله من جديد". ومن ضمن المقترحات التي تقدم بها الفاعل في المجال الصحي، مسألة "الرجوع إلى ضبط مسار كوفيد داخل المستشفيات كما كان في بداية الجائحة"، قائلا: "إنه أمر في غاية الأهمية ومطلب أساسي، وتفعيل جميع الوحدات الخاصة به أمر يمكّن من تجنب العدوى على الأقل داخل المستشفى".واعتبر المتحدث أنه "أمام ارتفاع أعداد الإصابات التي تتطلب الخضوع إلى الاستشفاء، يجب إخلاء المستشفيات لاستقبال الأعداد الوافدة بكثرة". ومن ضمن المقترحات التي نبه إلى أهميتها الفاعل النقابي أيضا، ضرورة توفير وسائل الحماية الفردية للعاملين داخل المؤسسات الاستشفائية والوقائية والإدارية
الصحية عامة، مشددا على أن ذلك "أمر في غاية الأهمية لحماية الأطر الصحية من خطر العدوى عبر تعميم الكمامات الطبية الخاصة ffp2 والمعقمات والألبسة الخاصة التي عرفت مؤخرا ندرة، وكذا توفير دورات تحسيسية وتكوينية للعاملين لكي يكونوا في صلب آخر التطورات والمستجدات العلمية والتقنية الخاصة بتطور مرض كوفيد-19، مع توفير حصص وجلسات الدعم النفسي المهني للمشتغلين في مصالح كوفيد الذين يعرفون ضغطا رهيبا لم يتوقف منذ شهر مارس إلى اليوم من دون الحصول ولو على يوم راحة واحد". وتحدث إبراهيمي عن تفشى الوباء وارتفاع الإصابات في صفوف المهنيين، قائلا إنه "مؤشر في غاية الأهمية وكذا السوء، أولا نظرا لكون الأطر الصحية تخالط أكبر عدد من المرتفقين والمرضى، وكون إصابة الأطر الصحية
تضعف من الكثافة الطبية والتمريضية لأن كل إطار مصاب يحتاج إلى ما بين 15 يوما وشهر حسب حدة الإصابة لكي يعاود نشاطه المهني، وهو الأمر الذي يزيد من تفاقم الخصاص وارتفاع ضغط العمل على زملائه الآخرين، حيث يتطلب علاج مريض في إنعاش كوفيد على الأقل تواجد ممرضين وطبيب بشكل دائم ومستمر، علما أن الخصاص في صفوف مقدمي العلاجات جد كبير قبل انطلاق الجائحة". وتابع المتحدث قائلا: "ما يحز في نفس الأطر الصحية اليوم هو لحظة مرضها أو مرض أحد الزملاء ومعاملته بطريقة جد اعتيادية، حيث يتبع المسار نفسه الذي يخضع له مريض آخر، علما أن جل الإصابات بفيروس كورونا في صفوف الأطر الصحية مصدرها أماكن العمل. لذا، وزارة الصحة مطالبة اليوم بإيجاد مسار علاج خاص لأطرها الصحية على أساس أنه مرض مهني يجب اخضاع المصابين به للمعاملة التفضيلية والتتبع الأنجع".
قد يهمك ايضا
وحدة طبية تقرب العلاج من الساكنة في آيت بلال المغربية
وزارة الصحة المغربية تبحث وقف نزيف فيروس "كورونا" في الدار البيضاء