الرباط - المغرب اليوم
وسط خضم الاحتقان الكبير الذي يعيش على وقعه قطاع الصحة في المغرب، بفعل الاحتجاجات المستمرة لأصحاب "البدلة البيضاء"، المطالبين بحقوقهم المهضومة، علاوة على هجرة المئات منهم إلى الخارج بحثًا عن آفاق أرحب تقدر حجم مجهوداتهم، خرج مندوب الوزارة الوصية بأزيلال، بقرار غير مسبوق ربما في تاريخ الوزارة، طالب خلاله "طبيبة ولادة" بالمستشفى الإقليمي بأزيلال، بالعمل لـ 24 ساعة متواصلة، مدة 23 يوم، مع استثناء يومي السبت والأحد، وذلك في أعقاب منحه إجازة مدتها 22 يوما لزميلها في العمل، دون أن يحدد تاريخ بداية الإجازة ونهايتها.
الطبيبة تلقت الخبر بكثير من الصدمة، سيما أنها بدورها حديثة العهد بمولود جديد لا يتجاوز سنه اليوم 9 أشهر، ويحتاج من العناية ما يحتاجه مواليد المستشفى المذكور، الأخير يشهد بشكل يومي ما لا يقل عن 30 عملية ولادة عادية، علاوة على عمليات قيصرية قد تصل إلى ثمانية، دون الحديث عن التدخلات الضرورية نتيجة بعض المضاعفات وأيضا عمليات استئصال الرحم وباقي التدخلات الجراحية الأخرى.
هذا القرار"الجائر" وصف بحسب بعض المهتمين بـ"الخطير"، بالنظر إلى إمكانية تسببه في وفيات، سواء بين الحوامل أو حتى بين المواليد، نتيجة كثرة الأخطاء الطبية الناجمة عن الإرهاق وقلة النوم، فكيف إذن يمكن لطبيبة وحيدة أن تقاوم كل هذه الظروف القاسية، وعلى عاتقها مسؤولية تأمين "أرواح" قد تزهق بجرة من قلم هذا المندوب الذي كان عليه البحث عن حلول أخرى غير مجازفة بأرواح أبرياء لا دخل لهم فيما تعيشه الوزارة من مشاكل.
قد يهمك ايضا :
الدكتور أحمد خيري يكشف مميزات الولادة القيصرية
دراسة تكشف فاعلية السوائل للمرأة الحامل لتجنُّب الولادة القيصرية