لندن - المغرب اليوم
تشير الأبحاث الناشئة إلى وجود علاقة بين فيتامين D والاكتئاب، من المعروف منذ فترة طويلة أن فيتامين D ضروري عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على قوة العظام وتقوية جهاز المناعة، ولكن تطرقت أبحاث جديدة إلى بحث ما إذا كان هناك صلة بين فيتامين D والاكتئاب، وفي حين أن نتائج البحث مختلطة، فإن هناك مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى وجود علاقة محتملة بين انخفاض مستويات فيتامين D المنتشرة في الدم والاكتئاب، وفقا لما نشره موقع Live Science.
يمكن أن يؤثر الاكتئاب على جوانب الحياة اليومية، بداية من التفاعلات الاجتماعية وصولًا إلى النوم. وعلى الرغم من أن هناك طرقا راسخة لعلاج الاكتئاب فإن الدور المحتمل لفيتامين D يجذب الانتباه. في مراجعة لأحدث الأبحاث يقدم تقرير نشره موقع Live Science بيانات شاملة حول دور فيتامين D وعلامات نقصه والاكتئاب، والخطوات العملية للحصول على ما يكفي من فيتامين D، بما يشمل أفضل مكملات غذائية تحتوي عليه. فيما ينوه التقرير في الوقت ذاته إلى ضرورة استشارة أخصائي إذا كان الشخص يعاني من مشكلات نفسية وقبل إجراء أي تغييرات مهمة على النظام الغذائي.
فيتامين D
أولاً، يعمل فيتامين D في الجسم عندما تضرب الأشعة فوق البنفسجية من الشمس الجلد، حيث تحفز إنتاج فيتامين D. ولهذا يطلق عليه "فيتامين أشعة الشمس". وقبل أن يتمكن الجسم من استخدامه، يجب تنشيط فيتامين D، إذ يقوم الكبد بتحويله إلى كالسيديول، والذي بدوره يصبح كالسيتريول في الكلى.
تقول اختصاصية التغذية والمتحدثة الرسمية باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية، سو إيلين أندرسون-هاينز، إن فيتامين D ينظم كمية الكالسيوم في الدم بما "يوفر القوة للعظام والأسنان والأنسجة عن طريق امتصاص الكالسيوم والفوسفور في الجسم". ويلعب أيضًا دورًا في جهاز المناعة، حيث تُظهر الأبحاث أن
الرابط بين فيتامين D والاكتئاب
أثارت نتائج الأبحاث الاهتمام بالصلة بين فيتامين D والاكتئاب. توضح الدكتورة أندرسون-هاينز: "تُظهر الدراسات الحديثة أن المستويات المنخفضة من فيتامين D غالبًا ما تُرى في أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب السريري، [بما يشير إلى وجود] علاقة عكسية".
فحصت مراجعة علمية واحدة، نُشرت في الدورية البريطانية للطب النفسي، بيانات من أكثر من 30000 مشارك وتوصلت إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يميلون إلى انخفاض مستويات فيتامين D. إنه من غير المفهوم بشكل تام طبيعة العلاقة بين فيتامين D والاكتئاب، إلا أن هناك العديد من التفسيرات المحتملة، على الرغم من عدم إثبات أي منها.
تفيد إحدى النظريات المحتملة بأن نقص فيتامين D يسبب الاكتئاب. وإذا كان الأمر كذلك، فمن المرجح أن تساعد المكملات الغذائية في تخفيف الأعراض. لكن الدراسات تظهر نتائج مختلطة. كشفت مراجعة علمية أخرى، نُشرت في دورية CNS Drugs، أن مكملات فيتامين D خففت الأعراض لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب، وكان التأثير أكثر وضوحًا لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب اكتئابي كبير. ولكن أظهرت نتائج دراسة أخرى، تم نشرها في BMC Research Notes، أن فيتامين D لم يحدث فرقًا كبيرًا مقارنةً بالدواء الوهمي، في حين أشارت مراجعة علمية أخرى إلى أن العلاقة يمكن أن تعمل في الاتجاه المعاكس، حيث يمكن أن يكون الأشخاص المصابون بالاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين D لأنهم أكثر عرضة للانسحاب من النشاط الاجتماعي وقضاء وقت أقل في الخارج.
إن هناك نظريات أخرى حول الارتباط بين فيتامين D والاكتئاب. تشير إحدى المراجعات، التي نُشرت في الدورية الهندية للطب النفسي، إلى وجود العديد من مستقبلات فيتامين D في مناطق الدماغ، التي تلعب دورًا في الحالة المزاجية، بما يشمل قشرة الفص الجبهي والحزامية. كما ينظم فيتامين D محور ما تحت المهاد، الغدد النخامية والكظرية، مما يؤثر على الحالة المزاجية.
تشير المراجعة نفسها إلى فرضية أخرى يمكن أن تكون مرتبطة بجهاز المناعة. يرتبط الاكتئاب بمستويات أعلى من الالتهاب المزمن، والذي يحدث عندما يتم تشغيل الاستجابة المناعية دون داع. وفي الوقت نفسه، من المعروف أن فيتامين D يدعم المناعة وله تأثيرات مضادة للالتهابات.
أعراض نقص فيتامين D والاكتئاب
تشير الأبحاث والمراجعات العلمية إلى وجود تداخل بين أعراض نقص فيتامين D كما يلي:
يلخص المعهد الأميركي الوطني للصحة العقلية أعراض الاكتئاب فيما يلي:
• استمرار المزاج الحزين أو القلق
• مشاعر اليأس
• قلة الطاقة والإرهاق
• أوجاع أو آلام بدون سبب جسدي واضح ولا تخفف بالعلاج
• فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالهوايات والأنشطة
• أفكار حول الموت أو الانتحار
ووفقًا لما ذكرته دكتورة أندرسون-هاينز، وهي خريجة جامعة فلوريدا وحاصلة على درجة الماجستير من جامعة أندروز، فإن العلامات المبكرة لنقص فيتامين D هي:
• التعب
• تقلصات
• ضعف العضلات
فيما يشير تقرير صادر عن كليفلاند كلينك إلى أن التغيرات المزاجية، بما في ذلك أعراض الاكتئاب، يمكن أن تكون علامة على نقص فيتامين D.
بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي التأثير على العظام والأسنان إلى كساح الأطفال وعظام ناعمة أو لين العظام عند البالغين، لذا يجب المسارعة بمراجعة طبيب متخصص إذا كان الشخص قلقًا بشأن أي من هذه الأعراض.
تشير المعاهد الأميركية الوطنية للصحة إلى نقص المعروض من الأطعمة الغنية بفيتامين D. فيما تقول دكتورة أندرسون-هاينز: "اعتمادًا على الكمية التي تتناولها، ربما توفر لك الأطعمة مثل عصير البرتقال والحليب النباتي المدعم بفيتامين D والفطر المعالج بالأشعة فوق البنفسجية والسردين وصفار البيض الكمية التي تحتاجها". كما أن إن التعرض المنتظم لأشعة الشمس مهم في تحسين حالة فيتامين D. أما أولئك الذين لديهم المزيد من الميلانين [البشرة الداكنة] يحتاجون إلى التعرض لأشعة الشمس لفترة أطول لأنه يصعب على الأشعة اختراق الجلد. "
يوصي الخبراء بالواقي من الشمس للحماية من سرطان الجلد أثناء التواجد بالخارج لفترات طويلة، مما يجعل من الصعب الحصول على ما يكفي من فيتامين D من أشعة الشمس، خاصة في فصل الشتاء.
وتزداد المعاناة من نقص فيتامين D بين مجموعات معينة بنسبة أعلى بما يشمل الأشخاص ذوي البشرة الداكنة وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من التعرض لأشعة الشمس بشكل محدود.
يمكن إجراء فحص دم للتحقق من مستويات فيتامين D وعندئذ يمكن للطبيب المتخصص أن يقدم النصيحة بأفضل مسار للعمل.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
نقص فيتامين أ يؤدى لضعف المناعة كيف تحصل عليه من طعامك؟
4 مكملات مهمة لصحتك أبرزها أوميجا 3 وفيتامين د