القاهره ـ أ.ش.أ
ما زال الكثير من المفاهيم الخاطئة تسيطر على البعض وأبرزها تلك النظرة السطحية التى يرونها للأمراض النفسية ووصمة العار التى تعترى من يذهب للاخصائى النفسي، هذه النظرة تعكس أهمية التوعية بالثقافة النفسية . فى البداية يشير الدكتور وائل محمود، الأخصائى النفسى بالمؤسسة القطرية للحماية والتأهيل الاجتماعى أن تقبل المجتمعات للأمراض النفسية هو أحد مقاييس تقدمها، فقياس مدى تقدم وحضارة الدول يعتمد على مستوى تقبلهم للأمراض النفسية وأساليب تعاملهم مع ذوى الاحتياجات الخاصة. ويرى الدكتور وائل ان وسائل الاعلام المختلفة من أهم المؤسسات التى تلعب أدوارا كبيرة فى تقبل أو رفض المجتمع للأمراض النفسية وعلاجها، موضحا أن ترسيخ بعض الصور الهزلية عن شخصية الطبيب النفسى ذى الأطوار العجيبة والشكل غير المقبول والتركيز عليه بشكل ساخر، مما يشكل بدوره صورة ذهنية خاطئة لدى المجتمعات عن المعالج النفسى غريب الأطوار الذى يخجل الناس من التعامل معه. ويقول الدكتور وائل: ان النمط السريع للحياة زاد من حدة التوتر والقلق الناجم عن الضغوطات اليومية، كما أن الفكرة السلبية يتولد عنها مجموعة أفكار سلبية تنتج سلوكا سلبيا وهذا السلوك هو نتاج الاضطرابات النفسية التى يواجهها الشخص. ويشيرالدكتور وائل ان المعالج النفسى هو الشخص الذى يقدم المساعدة فى التخلص من طريقة التفكير السلبى التى تسبب المعاناة للفرد وهذه الأفكار السلبية قد تتحول الى سلوكيات سلبية. ويرى أن الذهاب للاخصائى النفسى لايعنى وجود مرض نفسى بالفعل، ولكن دور الأخصائى النفسى قد يكون فى بعض الحالات لتوجيه الأشخاص الى كيفية ادارة الضغوط فى حياتهم. ويقول الدكتور وائل: ان العلاج النفسى يحتاج الى دعم أسرة الشخص الذى قد يصاب بالمشكلة النفسية نتيجة مشاكل أسرية مما يتطلب تواصل المعالج النفسى مع جميع أفراد الأسرة، مضيفا أن المعالج النفسى هو الشخص الوحيد القادر على فهم المشكلة بعمق، ويضيف: يجب تحرى الدقة فى المفاهيم الخاطئة المنتشرة عن الأمراض النفسية ودور الأخصائى النفسى من خلال برامج توعوية وارشادية للتثقيف النفسى للمجتمع، مضيفا أن هناك فرقا بين الاخصائى النفسى الذى يستطيع توجيه الشخص لحل مشكلته فى جلسات قليلة والطبيب النفسى الذى يتدخل فى حالة تأخر بعض الحالات. التمييز بين المرض النفسى والمرض العقلي وتشير الدكتورة داليا مؤمن، الاستشارى النفسية بالمؤسسة القطرية للحماية والتأهيل الاجتماعي، أن هناك فرقا بين المرض النفسى والعقلى الذى يصيب القدرات المعرفية للعقل فينتاب الشخص الشعور بالعظمة أو النجومية وقد يتنافى هذا مع حقيقته فى الواقع وهذه الاعتقادات الخاطئة لدى الشخص قد تجعله يتخيل أشياء غير موجودة، وتزيد المشكلة عندما لا ينتبه لحقيقة مرضه، فيسهل علاج هذه الأمراض فى مراحلها الأولى، لكن صعوبة اتخاذ قرار العلاج وتقبل المرض هو مايصل ببعض الحالات الى مراحل متدهورة قد تؤدى للتدخل الطبي. وتضيف الدكتورة داليا أن كثيرا من المشاكل الاجتماعية تخفى وراءها مشاكل نفسية يعانى منها الشخص دون أن يدركها مما يجعل الكثير من الأشخاص يعانون بصمت فيؤثر ذلك على أدائهم الدراسى أو الوظيفي. تقبل العلاج النفسي وترى الدكتورة داليا أن نسبة قبول العلاج النفسى فى ازدياد مستمر نتيجة ارتفاع مستوى الوعي، فهناك أشخاص أدركوا أنهم يحتاجون للمساعدة فى التخلص من الأفكار الخاطئة التى تسبب لهم هلعا مفرطا كالخوف من الأماكن المرتفعة أو الوسواس المستمر. الثقة فى سرية المؤسسات: وتشير إلى ا ان الكثير من الحالات التى تتردد على المؤسسات المختلفة للحصول على العلاج النفسى تساهم فى تصحيح المفهوم الخاطئ فى المجتمع مما يزيد من ثقة الأشخاص فى هذه المؤسسات ووعيهم بطبيعة المشكلة ومن ثم التوجة لطلب الاستشارة من المختصين النفسيين. دعوة للجوء للعلاج النفسي وتقول الدكتورة داليا: انه لم يعد هناك اى مبرر لخشية الافصاح عن مشاكلنا النفسية التى قد تتطور لتصبح أمراضا يصعب علاجها، فالفرصة متاحة فى كثير من المؤسسات، كما يستطيع صاحب المشكلة التوجه للمرشد النفسى فى المدارس أو الجامعات أو حضور ورش العلاج الجماعي. ويرى فضيلة الشيخ أحمد البوعينين أن البعد عن دين الله وعدم حسن الظن بالله سبب تفشى الأمراض النفسية فى المجتمع، فيجب أن يعلم الانسان أن الله كتب لنا أرزاقنا وأجلنا وسعادتنا وشقاءنا، فيجب على المسلم أن يتوكل على الله ويأخذ بالأسباب، فكل ميسر لما خلق له‘ فالله جعل منا الضعيف والقوى والغنى والفقير لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى ولهذا يجب أن يرضى الانسان بما رزقه الله فالقناعة كنز لا يفنى. وينصح الشيخ البوعينين الالتزام بتعاليم ديننا، فقوة الايمان بالله هو السبيل لراحة الانسان التى يجدها فى الصلاة فالرسول صلى الله عليه وسلم قال "أرحنا بالصلاة يابلال" بالاضافة الى تدبر القرآن، ويضيف: على الانسان أن يهتم بالأعمال الخيرية التى تدخل السرور على نفسه وعلى المسلمين كرعاية الأيتام. بدوره يشير فضيلة الشيخ أن ما تعانى منه الأمة الاسلامية أدى لظهور حالات الاحباط فى المجتمع نتيجة ما يشهدونه من أحداث مروعة فى الدول العربية الاسلامية المجاورة، وعلى الانسان أن يعى أن الله يريد لنا الخير قال الله تعالى" قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا" ويؤكد البوعينين أن التقرب لله هو العلاج الوحيد من الأمراض النفسية الى ظهرت بالمجتمع مشددا على ضرورة محاربة تلك المشاكل بالتوعية والخطب وحث الناس على حسن الظن بالله.