لندن - المغرب اليوم
تحدَّت دراسةٌ حديثةٌ نتائجَ سابقةً حول ما يُسبِّبُ مشاكلَ القراءة عند الأطفال الذين يُعانون من اضطراب التعلُّم الشائع، والمُسمَّى خلل القراءة. خلصَ بعضُ الباحثين إلى أنَّ هذه الصُعوبات في القراءة هي نتيجة قلَّة المادَّة السنجابيَّة في الدِّماغ؛ لكن، تُشير نتائجُ هذه الدراسة إلى أنَّ قلَّةَ المادة السنجابيَّة هي نتيجة لضعف في خبرات القراءة، وليست هي السببَ الجوهريّ في مشاكل القراءة. حلَّل باحِثون أدمغةَ أطفال يُعانون من خلل القراءة، وقارنوها مع مجموعتين مُختلفتين من الأطفال، مجموعة اشتملت على أطفال في نفس العُمر، ولكن ليس لديهم خلل القراءة؛ ومجموعة اشتملت على أطفال أصغر في السنّ، لديهم نفس المستوى من القراءة عند الأطفال الذين لديهم خللٌ في القراءة. قالت المُشرفةُ على الدراسة غينيفر إيدن، اختصاصيَّة العلوم العصبيَّة وأستاذة طبّ الأطفال لدى المركز الطبِّي في جامعة جورج تاون: "تُمكِّنُنا هذه الطريقة، في فهم مشكلة خلل القراءة، من ضبط الموضوع بالنسبة للعُمر وخبرة القراءة معاً". "عندما شوهِدَت الاختلافاتُ في تشريح الدِّماغ عندَ الأطفال الذين لديهم خللٌ في القراءة، بالمُقارنة مع المجموعتين الشاهدتين معاً، أشار ذلك إلى أنَّ نقصَ المادة السنجابيَّة يدلُّ على سببٍ خفي لهذا العيب في القراءة؛ لكنَّ هذا ليس هو الشيء لاحظناه". رغم أنَّ الأطفالَ، الذين يُعانون من خلل القراءة، كان لديهم كميّةٌ أقل من المادة السنجابيَّة، بالمُقارنة مع الأطفال السليمين في نفس العُمر، لكنَّ هذه الكميَّةَ كانت هي نفسها عند الأطفال الأصغر في السنّ والذين يظهرون نفسَ المستوى من القراءة، وفقاً لما بيَّنته الدراسة. قال المُعدُّ الرئيسيُّ للدراسة أنتوني كرافنك: "يُشيرُ هذا إلى أنَّ الاختلافات التشريحيَّة، التي لُوحِظت في المناطق المسؤولة عن مُعالجة اللغة في النصف الأيسر من الدِّماغ، تبدو كنتيجة للخبرة في القراءة، وليست سبباً في خلل القراءة". "سيكون لهذه النتائج تأثيرٌ واضح في الطُرق المعمول بها حالياً، والتي تَتَّخذ من الدراسات التشريحيَّة السابقة حول خلل القراءة أساساً لها؛ حيث تُشير النتائجُ الحالية إلى أنَّ استخدامَ التصوير التشريحيّ بالرنين المغناطيسيّ لن يكون بمنزلة طريقة مناسِبة للتعرُّف إلى الأطفال الذين لديهم خللٌ في القراءة".