لندن - المغرب اليوم
قام باحثون في مستشفى ناينويلز وكلِّية الطب فيها، ومن كلية الصيدلة بدندي في لندن، بإجراء دراسة توصَّلوا من خلالها إلى أنَّ "المستوياتِ العالية من الصوديوم في الأدوية تُعرِّض المرضى للخطر". تُسلِّط هذه الدراسةُ الضوءَ على حقيقة يغفل عنها الكثيرون، وهي أنَّ الأدويةَ القابلة للذوبان، والتي يتناولها الأشخاصُ يومياً مثل المُسكِّنات، تحتوي على مستوياتٍ عالية من الأملاح (الصوديوم)، والتي قد تُسبِّب مشاكلَ صحِّيةً إذا تناولها الشخصُ على المدى الطويل. تُشير هذه الدراسةُ، على سبيل المثال، إلى أنَّ تناولَ الشخص البالغ للجرعة القصوى المُوصى بها من الباراسيتامول القابل للذوبان يومياً يجعله يتجاوز كميةَ الأملاح أو الصوديوم الموصى بها يومياً، وهي 6 غرامات، أيّ ما يُعادل ملعقةَ الشاي. من المعروف أنَّ تناولَ كمِّياتٍ مرتفعة من الصوديوم يزيد، على المدى البعيد، من ضغط الدم، والذي يمكن بدوره أن يزيدَ من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية. بحثت هذه الدراسةُ في مدى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين لدى الأشخاص الذين كانوا يتناولون بانتظام الأدويةَ القابلة للذوبان، مقارنةً مع غيرهم ممَّن كانوا يتناولون أدويةً مماثلة، ولكنَّها لا تحتوي على الصوديوم. وجد الباحثون علاقةً بين تناول الأدوية القابلة للذوبان وبين ارتفاع ضغط الدم وحدوث السكتة الدماغية غير المُميتَة، ولكن لم يجدوا علاقةً واضحة بين استخدام الأدوية القابلة للذوبان وبين حدوث النوبات القلبية، مثلما ذكرت بعضُ التقارير الأخرى. ولكن، لا تستطيع هذه الدراسةُ إثباتَ وجودَ علاقة سببيَّة، فقد ركَّزت على كمِّية الصوديوم المأخوذة من الأدوية فقط، ولم تراعِ الفروقَ الكبيرة المحتملة عندَ الحصول على الصوديوم من الغذاء اليومي عن طريق استهلاك الملح، كما لم تأخذ في عين الاعتبار العواملَ الأخرى التي تؤثِّر في خطر الإصابة بهذه الأمراض. إذاً، لا يوجد حالياً أيُّ دليل يُثبت أنَّ الأدويةَ القابلة للذوبان تُسبِّب الأمراضَ القلبية الوعائية بشكلٍ مباشر. ومع ذلك، فتحت هذه الدراسةُ جدلاً حولَ مدى إمكانية أو وجوب تضمين شركات هذه الأدوية معلوماتٍ عن الصوديوم الموجود فيها على عبوات هذه الأدوية.