برلين ـ د ب أ
أظهرت دراسة قام بها معهد روستوك لأبحاث التحول الديمغرافي في ألمانيا أن الأطفال الذين يولدون خلال فترة يسود فيها وضع اقتصادي سيء يتهددهم خطر الإصابة بمرض الخرف خلال فترة الشيخوخة أكثر من مواليد فترات الرفاه الاقتصادي. نشرت صحيفة دي فيلت الألمانية أن دراسة، قام بها معهد روستوك لأبحاث التحول الديمغرافي، أوضحت أن الإصابة بمرض الخرف له ارتباط في المقام الأول بالظروف المعيشية التي يعيشها كل شخص في مراحل طفولته الأولى. و أوردت دي فيلت أن نتائج هذه الدراسة أن الأشخاص الذين ولدوا في فترة مزدهرة اقتصاديا حافظوا على سلامة قواهم العقلية لمدة طويلة بعد بلوغهم سن الشيخوخة. وقام الباحثون الذين أشرفوا على هذه الدراسة بتقييم وتحليل بيانات أكثر من 17 ألف شخص ينتمون إلى عشرة دول مختلفة ولدوا في الفترة ما بين 1900 و1945. وقد حرص المشرفون على الدراسة على استبعاد جميع الأشخاص الذين ولدوا خلال فترة الحرب. وبناء على هذه المعطيات، أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين يولدون في ظروف اقتصادية جيدة تكون حظوظهم في التمتع بقوى عقلية جيدة خلال سن الشيخوخة مرتفعة بنسبة الربع مقارنة مع نظرائهم الذين ولدوا في ظروف اقتصادية صعبة أو متدهورة. وحسب ما نشرته صحيفة دي فيلت فإن الدراسة توصلت أيضا إلى أن القدرات الحسابية والمهارات اللغوية بالإضافة إلى قوة الذاكرة تتأثر هي الأخرى سلباً بالوضعية الاقتصادية السيئة. وقد ربط العلماء هذه الدراسة بدراسات أخرى سابقة كانت قد أظهرت أن سوء التغذية والإجهاد والإصابة بالتهابات متكررة في العام الأول من الولادة تؤثر بشكل سلبي على باقي مراحل الحياة.