الشارقه ـ وام
أوصى استشاريو الأمراض المعدية والوبائيات في مستشفى الجامعة بالشارقة المسافرين الى البلدان الآسيوية لتلقي العلاج والفحوصات الطبية أخذ الحيطة والحذر من الإصابة بالعديد من أنواع الجراثيم والفيروسات الخطيرة المقاومة للمضادات الحيوية وهو مايؤدي الى تفاقم مشكلاتهم الصحية وخسارة الوقت والجهد والمال المترتب على الإختيار الخاطئ للمستشفيات التي لاتراعي المعايير الصحية المطلوبة وطالبوا بتوطين العلاج لاتباع الدولة معايير صحية متطورة و متقدمة. جاءت هذه التوصيات بعد ما تمكن الفريق الطبي في مستشفي الجامعة بالشارقة من علاج مريض مصاب بإلتهاب مزمن بجرثومة متعددة المقاومة للمضادات الحيوية حيث كان المريض قد أصيب بها بعد سفره لتلقي العلاج في أحد البلدان الآسيوية وتعرض بعد العودة إلى اضطرابات في الجهاز البولي ليتبين بعد الفحص أنه مصاب بجرثومة بكتيرية في الجهاز البولي متعددة المقاومة لمختلف المضادات الحيوية وتعرف هذه الجرثومة طبياً بـ سلالة نيودلهي . و قد تم وصف هذه السلالة لأول مرة بالسويد في العام 2008 بعد عزلها من الجهاز البولي لمريض من أصل هندي وهي تمثل خطراً صحياً كبيراً لمقاومتها لكل الأنواع المتطورة من المضادات الحيوية كما أنها تمثل هاجساً لنظم الوقاية من العدوي في المجتمع والمستشفيات لمنع إنتقالها من المرضى إلى الأصحاء و قد تم من قبل عزل هذه الجرثومة في أنحاء مختلفة من العالم بما فيها دولة الإمارات. و اوضح الإستشاريون الطبيون في مستشفي الجامعة بالشارقة أن مشكلة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية هي مشكلة عالمية آخذة في الإتساع بجميع أنحاء العالم وسببها الأساسي انتشار وسوء استخدام المضادات الحيوية حيث يؤدي تعرض الجراثيم بصورة متكررة للمضادات الحيوية إلى تحورها وراثياً وبشكل يتيح لها تجنب مفعول العلاج مما يؤدي لظهور سلالات جديدة مقاومة لذا يجب على المرضى والأطباء تجنب الاستخدام غير المرشد للمضادات الحيوية كما في حالات نزلات البرد الفيروسية. و قال الدكتور حمد عبد الجبار عبد الهادي إستشاري الأمراض المعدية والوبائيات بمستشفى الجامعة بالشارقة تكمن خطورة العلاج في الخارج بسبب لجوء المرضى الى طلب العلاج والمشورة الطبية في مراكز لا تتبع إجراءات السلامة المتمثلة في التطبيق الأمثل لنظم الوقاية والحماية من العدوى التي تحمي المرضى من التعرض لهذه الإصابات بخلاف المعاييرالرفيعة المتبعة في دولة الإمارات التي وضعت الصحة كأولوية قصوى وبشكل يعزز من أهمية توطين العلاج بالداخل للإستفادة من المؤسسات الصحية الوطنية المتطورة والكوادر المؤهلة لتجنب تعرض المرضى الذين يتعالجون بالخارج لمثل هذه التجارب المؤلمة . وأضاف أن إلتهابات الجهاز البولي تعد أمراً شائعاً تسببها بشكل أساسي الجراثيم التي تتعايش في الجهاز الهضمي دون أن تسبب هذه الأمراض لكن من الممكن انتقالها عند العلاج في المؤسسات الصحية التي لاتتبع معايير تعقيم ونظافة عالية في هذا المجال فتؤدي للإصابة بما يعرف بالعدوى المكتسبة وتتم الوقاية منها باتباع إجراءات النظافة والتعقيم السليم للأدوات الصحية إضافة لإجراءات منع إنتقال العدوى كالغسل المتكرر للأيدي قبل الكشف عن المريض واتباع إرشادات المراقبة السليمة". و كان الفريق الطبي قد حاول علاج المريض بعد دخوله لمستشفى الجامعة بالشارقة بإحدى الطرق المتعارف عليها علمياً إلا أنه لم يستجب للعلاج مما أستدعى البحث والتنقيب في البحوث والدوريات الحديثة، ومشاورة استشاريي الميكروبات بالمستشفى وجامعة الشارقة لإيجاد بدائل أخرى لعلاج المرض حتى تم التوصل للعلاج بتجربة مضاد حيوي قديم غير معروف للجراثيم الحالية نجح في شفاء المريض وتمكنه من الشفاء ومزاولة حياته الطبيعية حالياً.