القاهرة - كونا
دعت جامعة الدول العربية هنا الأحد الى ضرورة تضافر الجهود المجتمعية في مواجهة فيروس نقص المناعة (ايدز) مشددة على أهمية إشراك كافة القطاعات المعنية من المجتمع من رجال دين وإعلام والشباب بهدف القضاء على هذا المرض الخطير . جاء ذلك في كلمة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في احتفالية الجامعة العربية ب(اليوم العالمي للايدز) التي نظمتها بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة المعني بالايدز وتم خلالها اطلاق التقرير الاقليمي للبرنامج لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بحضور عدد من السفراء العرب ومسؤولي الامم المتحدة. ودعا العربي الى ضرورة التكاتف وتكثيف الجهود في مجالات الوقاية والعلاج والدعم والرعاية بانتهاج أساليب غير تقليدية والتخطيط والعمل الجاد لاسيما في ظل ما تمر به المنطقة العربية من أزمات وصراعات وكوارث وما تفضي إليه من انتشار الهجرة . وأشار الى أهمية التقرير الإقليمي حول مرض الايدز في إقليم شرق المتوسط والذي يتزامن إطلاقه مع الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة هذا الفيروس مبينا أن الايدز يشكل واحدة من المشاكل الصحية ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه البشرية في العالم بأسره كونه أحد أهم الأسباب الرئيسية المسببة لوفيات الشباب . كما لفت الى الاثار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الايدز والتي تعيق تنفيذ البرامج التنموية لاسيما في الدول التي انتشرت فيها عدوى فيروس نقص المناعة البشري بنسب كبيرة كاشفا عن أن الايدز تسبب في عودة انتشار مرض السل الذي يشكل حاليا مشكلة كبيرة كانت قد تقلصت معدلاتها. وشدد العربي على ضرورة الاهتمام بتنشئة جيل متمسك بالأخلاق الحميدة وتوعيتهم بخطورة تعاطي المخدرات بكافة أشكالها وما تسببه الممارسات الخاطئة من الإصابة بهذا المرض الخطير "حتى نبلغ ما نسعى إليه جميعا وهو الوصول الى معدل (صفر) في الاصابات الجديدة بمرض الإيدز في المنطقة العربية". وحث على ضرورة أن تكون هناك رؤية شاملة أكثر واقعية لمواجهة الايدز من خلال التركيز على الفئات الأكثر تعرضا لمخاطر الإصابة بعدوى ذلك الفيروس والعمل على حماية الأجيال الناشئة من الإصابة بالعدوى من خلال إعداد وتطبيق مناهج مدرسية حول الوقاية من هذا المرض تتلاءم مع الثقافة والقيم الدينية والروحية. وأكد أن تنفيذ برامج مكافحة الإيدز يجب أن يتم على أساس من الشراكة بين كافة القطاعات المعنية لاسيما القادة السياسيون والشخصيات المؤثرة من رجال الدين والإعلام وقادة المجتمع وكذلك القطاع غير الحكومي مشددا على وجوب "إشراك الشباب حتى تكون لتلك البرامج الفعالية المطلوبة في إطار من التكامل وتؤتي ثمارها" . وأشار في هذا الصدد الى ان جامعة الدول العربية حرصت على تنظيم الملتقى الإقليمي للوقاية من الإيدز بين الشباب بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وصندوق الأمم المتحدة للسكان وشرطة دبي الذي عقد يومي 13و 14 من نوفمبر الماضي في مدينة دبي. من جانبه قال المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالايدز وكيل الامين العام للامم المتحدة ميشيل سيديبيه انه في ظل الجهود المبذولة عالميا "تم البدء في السيطرة على هذا الوباء من خلال التقدم الذي ظهر جليا في الاكتشافات العلمية والبرامج المختصة بذلك" . وأضاف المسؤول الاممي في كلمة له خلال الاحتفالية أن هذه العوامل القوية تعني ان المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري بامكانهم التمتع بحياة طويلة وصحية وحماية شركائهم من الاصابة بالفيروس والحفاظ على عدم اصابة أطفالهم بذات الفيروس . يذكر ان اليوم العالمي لمكافحة الإيدز مناسبة سنوية عالمية يتم إحياؤها في الاول من ديسمبر من كل عام من قبل منظمة الصحة العالمية بهدف حض الناس في كل أنحاء العالم على إذكاء الوعي بوباء الأيدز والعدوى بفيروسه وإبداء تضامن دولي من أجل التصدي لهذا الوباء .