الرباط _ المغرب اليوم
شرعت أغلب المراكز الجهوية لتحاقن الدم في تنظيم حملات تحسيسية من أجل تشجيع المواطنين على التبرع بهذه المادة الحيوية، التي عرف مخزونها الإستراتيجي خصاصا حاداً في المنشآت الطبية طيلة الفترة الصيفية.
وأثّرت فترة الانتخابات الحالية كذلك على وتيرة التبرع بالدم المنخفضة خلال الجائحة، وفق مصادر طبية، بالنظر إلى انشغال المواطنين والمسؤولين بإنجاح المحطات الاقتراعية ليوم 8 شتنبر، ما ساهم في تراجع احتياطي “بنوك الدم” التابعة لمشافي المملكة.
إلى عزم وزارة الصحة تنظيم قافلة وطنية شتوية للتبرع بالدم بعد نجاح القوافل الميدانية التي سبقت الجائحة، تنطلق من العاصمة باتجاه الحواضر الكبرى، بغية التحسيس بأهمية التبرع بالدم، مؤكدة أن إنجاح العملية رهين بانخراط المواطنين فيها.
وتعليقا على ذلك قالت خديجة الحجوجي، مديرة المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، إن “المخزون الإستراتيجي لهذه المادة الحيوية منخفض للغاية؛ ذلك أن أغلب المراكز الجهوية تعاني من خصاص حاد في فترة الصيف”.
وأضافت الحجوجي، ، أن “العطلة الصيفية لطالما كانت فترة أزمة من حيث التبرع بالدم على صعيد العالم برمته، إذ يفضل المواطنون قضاء العطلة خارج مدن الإقامة، ما يجعلنا نفقد المتبرعين المنتظمين على المراكز”.
وأوضحت المسؤولة الصحية أن “الوضعية مقلقة أصلا منذ بداية الجائحة إثر تخوف المغاربة من التبرع بالدم، رغم أن مراكز تحاقن الدم تسهر على ضمان جميع شروط الوقاية من الفيروس التاجي”، مبرزة أن “المواطنين الملقّحين بإمكانهم التبرع بالدم بعد انقضاء سبعة أيام من تلقي الحقنة الثانية”.
وفي ما يتعلق بالأشخاص المتعافين لتوّهم من مرض “كورونا”، أفادت مديرة المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم بأن “الشخص المُعافى عليه الانتظار مدة 28 يوما بعد الشفاء من المرض قبل التبرع بالدم لفائدة مراكز المملكة”.
ولفتت المتحدثة إلى أن “ارتفاع الإصابات اليومية بفيروس كورونا في صفوف الموظفين قلّص أيضا من أعداد المتبرعين، وهو ما أثر بالسلب على المخزون الإستراتيجي من هذه المادة الحيوية، الأمر الذي دفع المراكز إلى استعمال مواقع التواصل الاجتماعي لإقناع المواطنين بالتبرع بالدم”.
وأبرزت المسؤولة عينها أن “المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم يتوفر على إستراتيجية وطنية في هذا الصدد، تقوم على أساس الشراكة مع العديد من الوزارات والمؤسسات، بما في ذلك وزارة الداخلية والأوقاف، إلى جانب الدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المسلحة الملكية، ما يؤدي إلى انتعاش بنوك الدم”.
وخلصت الحجوجي إلى أن “الدم مادة غير مصنّعة، بل يتعلق الأمر بمادة حيوية، يرتبط مخزونها بمدى إقبال المواطنين على مراكز تحاقن الدم”، مجددة التأكيد أن “كل شخص يتراوح عمره بين 18 و60 سنة بإمكانه التبرع بالدم، إن كان في صحة جيدة، على أساس أن الرجل يمكنه التبرع بالدم كل شهرين، والمرأة كل ثلاثة أشهر”.
قد يهمك ايضا
احتياطي أكياس الدم في جهة الدار البيضاء لا يكفي لتغطية طلبات ما بعد 24 ساعة المقبلة
منظمة الصحة العالمية تكشف أن عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم تضاعف على مستوى العالم