لندن - المغرب اليوم
بالنسبة للحالات المزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، غالبًا ما يتضمن العلاج الحقن مدى الحياة. فيما يعتبر الخوف من الإبر والعدوى المرتبطة بالحقن والألم هي المسؤولة عن تفويت المرضى للجرعات، ما يشجع على تطوير استراتيجيات توصيل جديدة تجمع بين الفعالية والآثار الجانبية المحدودة لعلاج المرضى بشكل مناسب.
لذلك اكتشف باحثون بكلية بايلور للطب والمؤسسات المتعاونة طريقة أفضل لتقديم الأدوية التي لا تتطلب الحقن ويمكن أن تكون سهلة مثل ابتلاع الحبوب، وفق دراسة جديدة نشرتها «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم».
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قالت الدكتورة كريستين بيتون أستاذة علم وظائف الأعضاء التكاملي في بايلور المشاركة في الدراسة «لا يحب الناس أخذ الحقن لبقية حياتهم. في العمل الحالي، استكشفنا إمكانية استخدام بكتيريا بروبيوتيك Lactobacillus reuteri كمنصة جديدة لتوصيل الأدوية عن طريق الفم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي في نموذج حيواني... أظهر العمل السابق من مختبر بيتون أن الببتيد (بروتين قصير) المشتق من سم شقائق النعمان البحرية يقلل بشكل فعال وآمن من شدة المرض في الفئران المصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي والمرضى الذين يعانون من الصدفية اللويحية. ومع ذلك، فإن العلاج بالببتيد يتطلب حقنًا متكررة، ما يقلل من امتثال المريض لها، كما أن إعطاء الببتيد عن طريق الفم المباشر له فعالية منخفضة»، وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.
وانضمت بيتون إلى الدكتور روبرت أ. بريتون أستاذ علم الفيروسات الجزيئية وعلم الأحياء الدقيقة عضو مركز «دان إل دنكان» الشامل للسرطان في بايلور، حيث طور مختبر بريتون الأدوات والخبرة اللازمة لتعديل بكتيريا بروبيوتيك وراثيًا لإنتاج وإطلاق المركبات.
وفي الدراسة الحالية، قام الفريق بهندسة حيوية على الكائنات الحية المجهرية L. reuteri لإفراز الببتيد ShK-235 المشتق من سم شقائق النعمان البحرية. ولقد اختارL. reuteri لأن هذه البكتيريا موطنها أحشاء الإنسان والحيوان؛ إنها واحدة من مجموعات بكتيريا حمض اللاكتيك التي لطالما استخدمت كمصنع للخلايا في صناعة المواد الغذائية ومعترف بها على أنها آمنة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية؛ إذ يحتوي L. reuteri على ملف أمان ممتاز عند الرضع والأطفال والبالغين وحتى في السكان الذين يعانون من كبت المناعة.
وتصف بيتون النتائج بأنها «مشجعة». مضيفة «التسليم اليومي لهذه البكتيريا التي تفرز الببتيد، والتي تسمى LrS235، قللت بشكل كبير من العلامات السريرية للمرض، بما في ذلك التهاب المفاصل وتلف الغضاريف وتلف العظام في نموذج حيواني لالتهاب المفاصل الروماتويدي».
وفي هذا الاطار، تبع الباحثون البكتيريا LrS235 والببتيد ShK-235 الذي تفرزه داخل النموذج الحيواني. ووجدوا أنه بعد إطعام الفئران الحية LrS235 التي تطلق ShK-235، يمكنهم اكتشاف ShK-235 في الدورة الدموية.
وتبيّن بيتون «سبب آخر لاختيارنا لنوع L. reuteri هو أن هذه البكتيريا لا تبقى في الأمعاء بشكل دائم. إذ تتم إزالتها لأن الأمعاء تجدد بانتظام الطبقة السطحية الداخلية التي تلتصق بها البكتيريا. هذا يفتح إمكانية لتنظيم إدارة العلاج». وتابعت «هناك حاجة إلى مزيد من البحث لجلب هذا النظام الجديد لتوصيل الأدوية إلى العيادة، لكن الباحثين يتوقعون أنه يمكن أن يجعل العلاج أسهل للمرضى في المستقبل». مؤكدة «يمكن تخزين هذه البكتيريا في كبسولات يمكن حفظها على طاولة المطبخ. كما يمكن للمريض تناول الكبسولات دون الحاجة إلى التبريد أو حمل الإبر ومواصلة العلاج دون إزعاج الحقن اليومية».
وتوفر النتائج استراتيجية توصيل بديلة للأدوية القائمة على الببتيد وتقترح أنه يمكن تطبيق مثل هذه التقنيات والمبادئ على نطاق أوسع من الأدوية وعلاج الأمراض الالتهابية المزمنة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :