باريس ـ أ.ف.ب
كان فن الطبخ الفرنسي في الواجهة مساء الخميس في انحاء مختلفة من العالم ولا سيما مع عشاء اعده طهاة كبار وضم السفراء الاجانب المعتمدين في باريس في قصر فرساي.
فمن هونغ كونغ الى ريو دي جانيرو مرورا باسطنبول حضر اكثر من 1300 طاه وهم اجانب بنسبة 85 %، عشاء "على الطريقة الفرنسية" في 150 بلدا.
وهذه المبادرة التي كانت بعنوان "غو دو فرانس" (مذاق فرنسا) شاركت فيها السفارات والقنصليات الفرنسية في الخارج فضلا عن حانات ومطاعم وفنادق ومؤسسات لفن الطبخ الراقي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امام نحو 650 مدعوا اجتمعوا في قصر فرساي "في هذه اللحظة بالذات يستمتع العالم باسره بتذوق اطباق فرنسية".
وشدد وزير الخارجية الفرنسي المكلف الترويج للسياحة ايضا "فن الطبخ جزء من هوية فرنسا تماما مثل قصر فرساي".
واضاف "المطاعم وفن الطبخ وبشكل واسع السياحة، توفر فرص عمل بالنسبة لفرنسا. نحن محظوظون لاننا البلد الذي يستقبل اكبر عدد من السياح في العالم. وعندما يسأل الزوار عن سبب زيارتهم لفرنسا يذكرون اولا فن الطبخ والنبيذ".
وبعد مقبلات مؤلفة من كبد الاوز المسمن والجبن الابيض حضرها مارك ابرلان والطاهية اليابانية فوميكو كونو، استمتع الضيوف بترتار السلمون من اعداد جويل روبوشون الذي غاب بسبب مشكلة في عينيه.
اما الان دوكاس الذي يقف وراء المبادرة المنظمة بالتعاون مع وزارة الخارجية فقدم طبق "كينوا بالخضار" في حين اعد جيرالد باسيدا طبق سمك القاروس والان دوتورنييه طبقا من لحم الحمل.
وتذوق ما مجموعه مئة الف مدعو عبر العالم اطباقا فرنسية مساء الخميس على ما قال السفير فيليب فور المكلف تنظيم هذه العملية.
واوضح "كان هناك نوع من +حملة+ ضدنا منذ سنوات قليلة في الصحف الصادرة بالانكليزية اما نحن فنقول لهم اننا قادرون على جمع هذا القدر من الناس المهتمين بالمطبخ الفرنسي في العالم ولا اعرف احدا اخر قادرا على ذلك" واضاف ان العملية "لم تكلف ميزانية الدولة اي شيء" وان مأدبة العشاء في الاليزيه تولت كلفتها اطراف راعية.
وقال ستيفان لاياني رئيس سوق رونغيس المزود الرئيسي لهذه المأدبة "قدمنا 18 كيلوغراما من الكمأة و50 كيلوغراما من السمك وخمسة كيلوغرامات من الكافيار.. من دون منتجات جيدة لا يتوافر فن طبخ راق".
ومع ان الصحافة الصادرة بالانكليزية غالبا ما تنتقد المطبخ الفرنسي، الا ان سفير بريطانيا في فرنسا بيتر ريكتس رأى ان فكرة مأدبة العشاء هذه "ممتازة" مشددا على انه لا يتصور ان مبادرة كهذه ممكنة في بلاده.
واضاف معلقا "فن الطبخ ليس في قلب حياتنا الثقافية كما هي الحال في فرنسا. وفكرة فن الطبخ كوسيلة للاشعاع الثقافي فرنسية اكثر منها بريطانية".
وفي المطاعم المشاركة في المبادرة كان سعر الوجبة المقترحة يراوح بين 30 و380 يور.
ومن بين المشاركين، اكرم بنلال الطاهي الفرنسي الذي يدير مطعمين راقيين احدهما في باريس (نجمتان من دليل ميشلان) والثاني في هونغ كونغ (نجمة واحدة) وهو اقترح مجموعة اطباق مختلفة بين بلد واخر ليأخذ في الاعتبار الاذواق المحلية.
وفي اسطنبول كانت المنتجات المحلية التركية من كافيار وباذنجان وطربوت البوسفور تجاور الاطباق الفرنسية في قائمة طعام اقترحها الطاهي الفرنسي صاحب النجوم اوليفييه بيستر في قنصلية فرنسا.
وكانت الاطباق التي قدمت في قصر فرنسا مستوحاة من تلك التي قدمت العام 1867 الى السلطان العثماني عبد العزيز خلال زيارته لباريس بمناسبة المعرض العالمي والى الامبراطورة ايجيني خلال زيارتها للقسطنطينية بعد سنتين على ذلك.
وفي قصر فارنيزي مقر سفارة فرنسا في روما استمتع نحو 160 مدعوا من بينهم الممثلة الايطالية مونيكا بيلوتشي مساء الخميس بعشاء اعده طاهي قصر الاليزيه غيوم غوميز.