لندن ـ المغرب اليوم
أظهرت الدراسات الحديثة أن البكتيريا الموجودة في أفواهنا يمكن أن تشير إلى خطر الإصابة بالأشكال المختلفة من السرطان. وعلى الرغم من أن الرابط غير مفهوم بشكل مباشر، إلا انه يعتقد أن البكتيريا تسافر في مجرى الدم وتدخل إلى الأعضاء المختلفة، حيث تصيب الأنسجة. لذلك فان تنظيف الأسنان لا يمنع التسوس فقط، بل قد يساعد أيضا في تقليل خطر الإصابة بالسرطان. وقد وجد العديد من الدراسات علاقات لسرطان الثدي وسرطان البنكرياس وسرطان المريء وسرطان الأمعاء مع بكتيريا الفم.
ويأمل العلماء، من خلال مواصلة دراسة هذه العلاقات، انه في يوم ما قد نكون قادرين على معرفة تشخيص السرطان اعتمادًا فقط على البكتيريا الموجودة في جسمه. ووفقا للدكتورة جييونغ أهن، وهي أستاذة مشاركة في علم الأوبئة في كلية الطب في جامعة نيويورك، فإن البحث في "ميكروبيوم" الجسم جديد نسبيًا. وقالت: "في الواقع، اكتشف العلماء فقط خلال السنوات الخمس الماضية أن 80 في المئة من البكتيريا الموجودة في جسم الإنسان لا يمكن أن تزرع في طبق المختبر".
وبينما تلعب عوامل أخرى دورًا في تغيير "الميكروبيوم" الفموي، بما في ذلك التدخين وشرب الكحول، تقول الدكتورة آهن إنها تأمل في أن تعطي الناس معلومات عما يمكنهم القيام به للحد من مخاطرها.
ويمكن إن تؤدى الجراثيم المختبئة في اللثة والأسنان إلى الإصابة بالأمراض القاتلة المحتملة مثل سرطان البنكرياس، فقد وجدت الأبحاث أن الناس الذين لديهم مستويات أعلى من نوع واحد من بكتيريا الفم، لديهم نسبة أعلى بنحو60 في المئة لخطر الإصابة بسرطان البنكرياس من هؤلاء الذين لديهم مستويات أقل.
ويعتبر سرطان البنكرياس واحدًا من أكثر أنواع السرطان فتكًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه من الصعب جدًا تشخيصه في مرحلة مبكرة. وتقول آهن إنها تأمل في أن يتمكن الأطباء في المستقبل من التعرف على السرطان بمجرد النظر إلى البكتيريا الشفوية للشخص، وأيضا، يمكن إن تؤدى بكتيريا الفم واللثة إلى الإصابة بسرطان الأمعاء، حيث أشارت دراسة أجريت عام 2016 إلى أن بكتيريا الفم، التي تسبب نزيف اللثة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.
ويقول العلماء أن الشوائب، التي يطلق عليها "الفوسوباكتريوم"، يمكن أن تنتقل عن طريق الدم إلى الأمعاء حيث يمكن أن تؤدي إلى السرطان أو تفاقم الأورام الموجودة.