الرباط - المغرب اليوم
مصالح الأمن بالدار البيضاء كانت جاهزة لتأمين ليلة “البوناني”، وتفادي ما يمكن أن ينغص على مدينة تعيش وضعا استثنائيا بسبب انتشار فيروس “كورونا” ومتحوره الجديد “أوميكرون”. ومع توالي الدقائق والساعات، وقرب موعد حظر التنقل الليلي المفروض من قبل السلطات الحكومية في إطار التدابير الاحترازية ضد الجائحة، تزايدت حركية عناصر الأمن بالشوارع الكبرى. السائقون المتجهون نحو مركز المدينة عبر الطريق الساحلية القادمة من المحمدية كان يفرض عليهم التوقف أمام “باراجات” أمنية تراقب السيارات. أما بالمركز، فقد انتشرت الدوريات وسيارات الأمن بشكل ملحوظ، مراقبة كل صغيرة وكبيرة، بينما كان رجال الأمن الدراجون يتجولون في الأزقة ويوقفون كل من اشتبهوا به لتفتيشه.
ما إن دنت الساعة العاشرة والنصف ليلا، وقبل انتهاء المدة المحددة من لدن السلطات، حتى بدأت المقاهي تغلق أبوابها، نظرا لضعف عدد الزوار بسبب برودة الطقس. العديد من المقاهي والمطاعم كانت شبه فارغة، سواء بالمركز أو عين الذياب أو حي المعاريف الراقي. ظل أصحابها ينتظرون وصول الزبائن قبل بلوغ الحادية عشرة والنصف المحددة من لدن السلطات للإغلاق، لكن دون جدوى. وفي هذا الصدد، قال المنسق الوطني للجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب إن غالبية المحلات أغلقت في العاشرة ليلا، بسبب غياب الزبناء والأزمة المالية الناجمة عن تداعيات الجائحة. وأشار مولاي أحمد بوفكران، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن هذا الوضع كان متوقعا من قبل المهنيين نظرا لما يعيشه القطاع بسبب تداعيات الجائحة، وتأثيرها على المواطنين المغاربة. وأضاف أن المطاعم التي كانت تتوصل في هذه المناسبة، خلال السنوات الماضية قبل “كورونا”، بحجوزات مسبقة للأسر والأصدقاء لتناول وجبة العشاء قبل حلول رأس السنة، تعيش هذا العام على وقع الكساد بسبب غياب الزبناء.
فراغ قاتل بالكورنيش
عين الذياب الذي كان يغص عادة بالزوار في مثل هذه المناسبة، بدا شبه فارغ. إذ كانت حركة المواطنات والمواطنين على هذا الكورنيش شبه منعدمة. الإجراءات الاحترازية المشددة من لدن السلطات، وتداعيات الجائحة التي أرخت بظلالها على الأسر المغربية، جعلتا الاحتفال في عين الذياب والمقاهي والمطاعم الفاخرة به وكذا العلب الليلية منعدما. ومع دنو موعد تطبيق حظر التنقل الليلي، أضحت شوارع الكورنيش شبه مهجورة من السيارات والمواطنين. أما على مستوى المعاريف، فإن شروع المقاهي والمطاعم في الإغلاق بشكل مبكر في العاشرة ليلا، جعل الاحتفال برأس السنة الميلادية مغايرا للسنوات الماضية. وحدها المحلات التجارية لعلامات الألبسة المعروفة بشارع المسيرة كانت مفتوحة، غير أن الحركة بها ظلت شبه منعدمة لغياب الزبناء ولزومهم المنازل خوفا من “كورونا” أو لكون الأزمة المالية تضرب جيوبهم.
حوادث واعتقالات
لا تخلو احتفالات رأس السنة الميلادية بالدار البيضاء من تسجيل حوادث واعتقالات، رغم قلة المواطنين الذين خرجوا للاحتفال بالشارع. وقد شهدت ليلة رأس السنة الجديدة حوادث سير خطيرة بشوارع العاصمة الاقتصادية، بسبب التهور في السياقة والسكر أثناء القيادة، كما حدث بجوار مسجد الحسن الثاني حيث وقع اصطدام قوي لسيارة خفيفة بعمود كهربائي. كما أن عمليات اعتقال مروجي المخدرات والأقراص المهلوسة كان لها نصيب هي الأخرى، إذ تمكنت عناصر الأمن من توقيف العديد من المشتبه بترويجهم المخدرات.
قد يهمك أيضاً :
رأس السنة وأوميكرون مؤسسات سياحية في أكادير تغلق أبوابها وتشكو الركود
تفشي "أوميكرون" يدفع السلطات المغربية إلى تشديد مراقبة التدابير الاحترازية