الرباط_ المغرب اليوم
اكتشافٌ علميٌّ فريد ذاك الذي توصّل إليه فريقٌ من الدكاترة والباحثين؛ فقد أفلح خبراء أحد أهم المختبرات بالولايات المتحدة الأمريكية "إستيس"، لأول مرة، في استنبات فيروس "النورو" خارج جسم الإنسان.
وفي هذا السياق، قال الدكتور خليل الطيبي، الخبير في علم الفيروسات والأمراض التعفنية، إن فيروسات "النورو" توجد في جميع أنحاء العالم وتسبب عند البشر في غالب الأحيان أمراضا معوية.
وتابع ابن مدينة وزان، الذي يشتغل رئيسا لفريق علمي للاكتشاف، بقوله إن مسببات المرض تفرز بكميات كثيرة في البراز والقيء؛ وهي معدية للغاية. وأبرز المتحدث أنه كثيرا ما يحدث انتشار لحالات قيء وإسهال في المؤسسات التي بها تجمعات بشرية مثل رياض الأطفال والمدارس ودُور المسنين والمستشفيات، وتحدث معظم موجات العدوى من شهر أكتوبر وحتى شهر مارس.
وأضاف الخبير ذاته أن العمل أخذ من الفريق العلمي قرابة سنة كاملة من البحث والتجريب؛ وذلك قصد تطوير العضويات المعوية البشرية داخل المختبر.
وتابع الدكتور خليل الطيبي أن الخطوة فريدة، وتعدّ الأولى من نوعها على الصعيد العالمي، كما تشكل لحظة تاريخية في علم الفيروسات، إذ سيُمَكّن النظام التكاثري الجديد الباحثين من دراسة وتطوير الأساليب العلاجية والوقائية من التسمم الناتج عن "نورو فيروس".
وزاد الدكتور الباحث في الأمراض التعفنية أن مادة الصفراء لها دور أساسي لجعل سلالات فيروس "النورو" تتكاثر في العضويات المعوية البشرية.
وأوضح الدكتور خليل الطيبي: "باستعمال العضويات المعوية البشرية ومادة الصفراء، استطعنا أن نُقلّد البيئة المعويّة، حيث يتكاثر فيروس النورو طبيعيا عند الإنسان ونوفر ظروفا شبيهة ومماثلة داخل المختبر حيث نعمل على تطوير اللقاحات والعقاقير المضادة له".
ابن مدينة وزان قال إن هذا البحث سيجيب عن أسئلة كثيرة ظلت عالقةً لعدة عقود؛ فاكتشاف نظام لتكثير سلالات فيروس النورو يُعدّ أمرًا بالغ الأهميّة، للتّمكين من دراسته وفهم الآليَّة التي بواسطتها يؤدّي إلى الأمراض وتحديد كيفية منع انتقاله وتطوير اللّقاحات والعقاقير المضادة له.
جدير بالذكر أن فيروس "نورو" يسبب اعتلالا وإسهالا وقيئا حادين. كما أنه مسؤول عن الملايين من حالات الإصابة سنويا، ومعروف بقدرته على مقاومة إجراءات المكافحة.