لندن -المغرب اليوم
لفترة طويلة منذ بداية جائحة فيروس «كورونا»، المسبب لمرض «كوفيد - 19»، كان يُعتقد أن «بلازما الدم للناجين من المرض ستساعد أولئك الذين يعانون من مرض خطير من الفيروس»؛ لكن دراسة كندية حديثة نُشرت في العدد الأخير من دورية «نيتشر ميدسين»، أثبتت أنها «عديمة الفائدة في التقليل من خطر الوفاة أو التنبيب، أي إدخال أنبوب بلاستيكي إلى القصبة الهوائية لإبقاء المجاري التنفسية مفتوحة أو لتعمل كمجرى لإعطاء المريض أدوية».
وقال دونالد أرنولد، الباحث الرئيسي المشارك في الدراسة، اختصاصي أمراض الدم وأستاذ الطب بجامعة ماكماستر، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة في 9 سبتمبر (أيلول) الجاري: «نحن نحذّر من استخدام بلازما المتعافين في فترة النقاهة لعلاج مرضى (كوفيد - 19) في المستشفى؛ إلا إذا كانوا في تجربة إكلينيكية مراقبة عن كثب». ويضيف: «نحن ننصح بذلك بعد أن وجدنا أن المرضى الذين يتلقون (بلازما النقاهة) قد تعرضوا لأحداث سلبية أكثر خطورة من أولئك الذين يتلقون رعاية قياسية، وكانت غالبية هذه الأحداث هي زيادة الحاجة للأكسجين وتفاقم فشل الجهاز التنفسي. ومع ذلك، لم يكن معدل الحوادث المميتة مختلفاً بشكل كبير عن المجموعة الضابطة من المرضى الذين لم يتلقوا البلازما».
وكانت النتائج المبكرة لهذه الدراسة، التي شملت 940 مريضاً في 72 مستشفى في كندا والولايات المتحدة والبرازيل، قد تسببت في توقف التجربة السريرية للعلاج بالبلازما، المسماة (كونكور - 1) عن تسجيل المرضى في وقت مبكر من يناير (كانون الثاني) 2021 بعد أن أوصت لجنة مراقبة سلامة البيانات المستقلة بأن «الدراسة من غير المرجح أن تثبت فائدة (بلازما النقاهة) حتى لو تم تسجيل مزيد من المرضى». «وكونكور 1» هي تجربة للعلاج بالبلازما، استبعدت المرضى الذين لم يكونوا بحاجة إلى الوجود في المستشفى، ومرضى المستشفى الذين كانوا بحاجة إلى التنبيب في وقت دخولهم.
وكان الاكتشاف الثانوي لهذه الدراسة، هو أن «(بلازما النقاهة) تحتوي على محتوى متغير للغاية من الأجسام المضادة بسبب الاستجابة المناعية شديدة التغير للفيروس، ولوحظ أن أشكال الأجسام المضادة المختلفة في (بلازما النقاهة) تؤثر بشكل كبير على ما إذا كان المرضى قد عانوا من التنبيب أو الموت».
وكانت ملامح الجسم المضاد غير المواتية، والأجسام المضادة غير الوظيفية أو كليهما، مرتبطة بخطر أعلى للتنبيب أو الموت. ويقول الباحث الرئيسي المشارك فيليب بيجين إن «الضرر قد يأتي من نقل (بلازما النقاهة) التي تحتوي على أجسام مضادة سيئة الأداء». ويضيف: «إحدى الفرضيات هي أن هذه الأجسام المضادة المختلة يمكن أن تتنافس مع الأجسام المضادة الخاصة بالمريض ويمكن أن تعطل الاستجابة المناعية المتزايدة، وقد لوحظت هذه الظاهرة سابقاً في النماذج الحيوانية وفي الدراسات البشرية على لقاحات فيروس نقص المناعة البشرية».
قد يهمك ايضًا:
مبادرة "حياتي كير" لزيارة اليمنيين في المنازل ومعالجة مرضى كورونا