عمان ـ بترا
رعى جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني، مساء امس الثلاثاء، يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبدالله ، ولي العهد، الاحتفال الذي أقامته القوات المسلحة بمناسبات عيد الاستقلال وذكرى الجلوس الملكي والثورة العربية الكبرى ويوم الجيش في قصر الثقافة في مدينة الحسين للشباب.
وكان في استقبال جلالته لدى وصوله رئيس هيئة الأركان المشتركة، الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن وعدد من كبار الضباط.
واشتمل الاحتفال، الذي بدء بالسلام الملكي، على دخول أعلام الوحدات والتشكيلات التي شاركت في الحروب منذ عام 1948 وحتى عام 1973 والتي شكلت محطات مفصلية في تاريخ الأردن وجيشه.
وألقى رئيس هيئة الاركان المشتركة كلمة قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم سيدي صاحب الجلالة الهاشمية القائد الأعلى للقوات المسلحة الاردنية صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد المعظم بواسل الجيش العربي قواتكم المسلحة درع الوطن ، وسياجه الامين يقفون بين يديكم اليوم بكل معاني العرفان بالجميل والفرح والسرور، يزهون ويرحبون بجلالتكم ، حيث تشملون برعايتكم السامية احتفالاتهم بعيد الاسـتقلال وجلوسكم على العرش وذكرى الثورة العربية ويوم الجيش جنودك اليوم يستذكرون مسيرة العمل والبناء التي تقودونها آل بيت النبوة الاطهار . يقفون بين يديكم فانت رائدهم وقائدهم الاعلى وقد شرفتهم بطلتك البهية وهيبتك الهاشمية ووقار حضورك الابهى والأجمل يسيّجون الوطن بأهداب عيونهم ما لانت عزائمهم وما انحنت هاماتهم إلا لله الواحد القهار .
مولاي المعظم : إن قواتكم المسلحة الجيش العربي والأجهزة الأمنية التي حظيت برعايتكم الدائمة واهتمامكم الموصول وأوليتموها جل عنايتكم وجهدكم، قد شهدت تطورا نوعيا في مختلف المجالات ونفذت بكل اقتدار واحتراف ما اوكل لها من مهام ابتداءً من حماية الحدود وإشاعة الأمن والاستقرار في ربوع الوطن والنهوض بأدوار إنسانية وتنموية واجتماعية عكست الصورة النقية لنشامى الجيش الذين حملوا مبادئ الاسلام ورسالة الثورة وأخلاقيات الهاشميين الأخيار وهم اليوم بفضل رعايتكم ومتابعتكم لكافة شؤونهم ما زالوا يسطرون انصع صور التسامح والإنسانية والتعاون سفراء للوطن في شتى بقاع العالم سلاحهم الايمان بالله والإخلاص للوطن والقائد وشرف الجندية الذي تربوا عليه فكانوا مثالاً للأردني الذي يحمل الوطن هوية ورسالة وقضية . وهنا يتجسد الدور الانساني النبيل والمميز للقوات المسلحة في التعامل مع قضية اللاجئين السوريين بكل ابعادها.
مولاي المعظم: ان الجيش العربي المصطفوي هو الامتداد الطبيعي لجيش الثورة العربية وجنوده هم احفاد الرجال الذين خرجوا مع جدكم وانحازوا الى ثورة أهلهم الى ان وضعوا بقيادة الملك الشهيد القواعد الدستورية لهذه الدولة العربية الهاشمية التي جنبت مشروع النهضة عسكرة الفكر وتَسْييس الجيش ، فصار الجيش نهضويا ، وقادة الثورة ساسةً ملتزمين وحمل رجاله ارواحهم على أكفهم وساروا يخوضون لظى المعارك عام ثمانية واربعين فرسموا انقى الصفحات وأبهى المواقف على اسوار القدس وباب الواد واللطرون. وظل نشامى الجيش العربي بقيادة جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه يجتازون بهدير دباباتهم حواجز الصمت ومتاريس الخوف يسندون اسوار الامة بأرواحهم ويوسعون آفاقها بأحلامهم في فلسطين والكرامة والجولان وظلت سيوفهم تعانق عنان السماء تقطر أطرافها دما " هؤلاء الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه نشامى القوات المسلحة الذين سبقونا بالخدمة من القادة والضباط والأفراد الذين بنوا هذا الجيش على اكتافهم وبدمهم وارواحهم وعرقهم فمنهم من هو في دار الحق شهيدا او بين يدي الرحمن مودعا ومنهم من خضب الشيب وجناته هؤلاء هم رجال الجيش المتقاعدين الذين ساهموا في بناء الجيش العربي في ظروف صعبة ودقيقة وقدموا حياتهم وجهدهم ونحن اخوانهم ورفاق دربهم وابنائهم الذين زرعوا فينا حب الوطن ومعاني وقيم الجندية ونواميسها .
سيدي جلالة القائد الأعلى إن الظروف الدولية والإقليمية السائدة تتطلب الحكمة والنظرة الشمولية في اتخاذ القرار وبلورة الخطط التي تتسم بالمرونة وبعد النظر والقدرة على التكيف السريع مع المتغيرات والأحداث وبما يضمن المحافظة على مسيرة الدولة وإننا يا مولاي من خلال عملكم ومسيرتكم المباركة في هذا الاطار وقيادة شؤون المملكة في مختلف المجالات نحو كل ما يعزز وجودها ودورها في المحافل الدولية نتابع وبتوجيهاتكم السديدة مسيرة التخطيط والتنفيذ لكل أدوار القوات المسلحة ومسؤولياتها داخلياً وخارجياً .