الرئيسية » ناس في الأخبار
البروفيسور المغربي جليد سهولي

الرباط ـ المغرب اليوم

بخبرته الطبية كرئيس قسم أمراض النساء والأورام الخبيثة بالمستشفى الجامعي "شاريتيه" ببرلين، وأيضا إبداعاته الأدبية، يمد البروفيسور المغربي جليد سهولي، المقيم بألمانيا، جسور التواصل بين ألمانيا التي ترعرع فيها وبلده الأصلي المغرب.

عبر موعده الشهري "حوار برلين"، ولقاءاته وندواته التي تجمع بين الطب والأدب، بحضور نخبة من السياسيين والأكاديميين والمتخصصين في المجالين الطبي والأدبي والمهتمين بالثقافة المغربية، سواء من الألمان أو أبناء الجالية المغربية، ينقل البروفيسور سهولي الألمان إلى قلب المغرب، مجسدا بذلك دور سفير الثقافة المغربية بامتياز، إذ لا يفوت الفرصة لقراءة نصوص من كتابيه "طنجة، من هنا تبدأ الرحلة إلى العالم" و"مراكش، أقاصيص وحكايات"، والتي تقدم صورة عن المغرب وثقافته وسحر جماله، تثير اهتمام الألمان لزيارته.

ويرى جليد سهولي، الذي يعتبر من أكبر جراحي أمراض السرطان بألمانيا وأوروبا، ويدير أكبر مركز استشفائي بألمانيا على الإطلاق، يعود تاريخ تأسيسه إلى ثلاثمائة سنة (1710) أن "قيمة الإنسان لا تتحدد من خلال صفته ومركزه، ولكن من خلال عمله الملموس والفعال والمؤثر في حياة الأشخاص".

ويقول البروفيسور المغربي، الذي تم توشيحه بوسام ملكي، في تصريح صحافي، "كفرد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بألمانيا، أعمل من أجل المساهمة في تنمية بلدي، سواء على المستوى الثقافي أو الصحي، لأن الطب والكتابة يتملكاني، بالرغم من أني لم أبدأ الكتابة الا مؤخرا. إنهما بالنسبة لي أداة لخدمة بلدي الأصلي".

في كتابه "مراكش، أقاصيص وحكايات"، الذي صدر سنة 2012 وتمت ترجمته مؤخرا إلى اللغة العربية، ينقل الدكتور سهولي، الحاصل على العديد من الجوائز، القارئ إلى أجواء المدينة الحمراء الساحرة بكل تفاصيلها، من الأزياء التقليدية، والأفران، والمساجد، والحرف التقليدية، والهندسة المعمارية، والروائح، والألوان.

مراكش، يقول جليد سهولي، "مدينة روحانية، مفعمة بالأحاسيس. في كتابي أنظر إلى المدينة بعيون ألمانية، لكن بإحساس مغربي لأني ولدت في ألمانيا ولم أعش في هذه المدينة".

في تقديم الكتاب يعبر مترجمه الأستاذ الجامعي محمد أيت الفران، الذي وافته المنية قبل صدور ترجمته، عن دهشته قائلا: "كيف استطاع الطبيب سهولي داخل وتيرة عمله اليومي الدؤوب، الذي لا ينتهي إلا في ساعات متأخرة من الليل، أن يقتنص لنفسه فسحة فراغ يخصصها للكتابة الإبداعية".

ويضيف "نعم استطاع سهولي أن ينجح باقتدار في ذلك عندما جعل مهنته كحامل مشرط رديفا موازيا لهوايته كحامل يراع ينقل من خلاله أفكاره ومواقفه وآلامه الباقية في الحياة، بل إنه نجح في مسعاه ذلك بعد أن خالط بعفوية الموهوب الماهر بين المطلبين. مع سهولي ستصبح مهنة الطبيب رديفا مواتيا ومكملا ناجحا لمهنة الأديب الكاتب".

رحلة سهولي، الذي رأى النور بحي فيدينغ العمالي ببرلين، لاستكشاف بلده الأصلي المغرب، جسدها في كتابه "طنجة، من هنا تبدأ الرحلة الى العالم"، الذي صدر سنة 2016 باللغة الألمانية، وفيه يتحدث عن مسقط رأس والديه الذي سمع عنه الكثير من الحكي من والدته.

يقول سهولي في تمهيد كتابه، الذي ترجمته إلى اللغة العربية الدكتورة فدوى الشعرة، إن "الهجرة هي في كثير من الأحيان رحلة آلام موجعة للجسد والروح"، مضيفا "ومن يرحل عن وطنه يودع الكثير ويترك وراءه الكثير، ولا يجد مستقرا ولا مضجعا آخر أبدا، طنجة أين أنت هلا سمعت ندائي؟".

قد تكون الهجرة من الوطن، كما عاشها والدا سهولي، موجعة، لكن فرحة العودة الى أحضانه لا يمكن وصفها كما يقول في كتابه: "كم كان رائعا عندما وجدت نفسي مجددا في حضن عائلتي (الكبيرة)، أعيش صخب أجوائها الحميمية".

حكايات وأقاصيص من وحي واقع معيش تعكس تعلقا شديدا بالوطن الأم ورغبة راسخة في خدمته وظف فيها جليد سهولي الإبداع لنقل الموروث الثقافي المغربي إلى الألمان، ولكن أيضا خبرته الطبية لنقلها إلى المغرب بعد مسيرة ناجحة في المهجر في مجال التخصص في أمراض السرطان الفتاكة.

بالنسبة للبروفيسور المغربي، الذي نشر أزيد من 300 مقال طبي و20 كتابا طبيا حول مرض سرطان الثدي والرحم، منها كتاب "من فن تبليغ الأخبار السيئة على نحو جيد"، هناك حاجة ملحة إلى طب تلعب فيه المشاعر والعاطفة والعلاقات الإنسانية دورا أكبر.

ويحرص جليد سهولي على نقل خبرته الطبية إلى المغرب من خلال انخراطه في عدد من المشاريع كان آخرها مشاركته في أبريل الماضي في تنظيم مؤتمر مراكش الدولي حول سرطان المبيض وعنق الرحم من خلال رابطة أطباء سرطانات النساء والجمعية العربية لأبحاث السرطانات التي يتولى رئاستها.

وأوضح أن هذا المؤتمر، الذي انعقد لأول مرة في إفريقيا بمشاركة أخصائيين دوليين في سرطانات المبيض وعنق الرحم، ومتمرسين في تشخيص وعلاج الأورام والكشف عنها في مراحل مبكرة، استهدف إطلاق نقاش دولي حول موضوع سرطانات المبيض والرحم، وحول إمكانيات الوقاية منها في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مضيفا "كما نخطط لتعزيز التعاون العلمي من أجل رعاية أفضل للنساء المصابات بالسرطان في المنطقة العربية".

ويؤكد الدكتور سهولي أن "المغرب في موقع يؤهله لكي يكون منطلقا لتنسيق البرامج الطبية في هذا المجال بين أوروبا والولايات المتحدة وباقي البلدان العربية".

رحلة البروفيسور سهولي كطبيب وكمبدع بين ألمانيا والمغرب لا تنتهي، إذ حط الرحال، الاثنين، بمدينة طنجة لتقديم كتابيه "طنجة، من هنا تبدأ الرحلة الى العالم" و"مراكش، أقاصيص وحكايات" الصادرين باللغة العربية عن دار النشــر "سليكي أخوين"، فيما ستكون محطته التالية مدينة الدار البيضاء للمشاركة في الدورة المقبلة لمعرض الكتاب الدولي.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

قنصلية الرباط في باريس تختضن ندوة حول الصحراء المغربية
الرئيس الغامبي يحل في المملكة المغربية لقضاء جزء من…
الرئيس الفرنسي وزوجته يزُوران ضريح الملك محمد الخامس
الملك محمد السادس يُقيم مأدبة عشاء رسمية على شرف…
طلاب فلسطنيون يشيدون بدعم الملك محمد السادس للتعليم في…

اخر الاخبار

إنعقاد المؤتمر الدولي بالداخلة حول "المبادرة المغربية للحكم الذاتي
وزير الداخلية المغربي يدعو إلى التصدي للنقل "غير القانوني"…
رئيس الحكومة المغربي والشيخة المياسة يفتتحان منتدى الأعمال القطري…
إرسال دفعة إضافية من المساعدات المغربية إلى مدينة فالنسيا…

فن وموسيقى

حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…
المغربية بسمة بوسيل تُشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة التي تستعد…

أخبار النجوم

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
أشرف عبدالباقي يعود للسينما بفيلم «مين يصدق» من إخراج…
أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…

الأخبار الأكثر قراءة

الملك محمد السادس يبعث برقية تعزية ومواساة إلى أسرة…
الأمير هشام يشكر الملك محمد السادس لمساعدته في إجلاء…
مهرجان فيلم المرأة في سلا يُكرّم سعدية لديب والغنانة…
إيلون ماسك يثير جدلًا واسعًا بعد تعليقه على محاولة…
الملك تشارلز يعايد الأمير هاري بيوم ميلاده رغم توتر…