الرباط ـ المغرب اليوم
أصدر محمد جبور، ابن مدينة ميسور الواقعة شرق فاس، خلال السنة الجارية، مؤلفاً من الحجم الكبير يحاول من خلاله الكتابة اعتماداً على الصورة الفوتوغرافية، لرصد معالم وتراث وثقافة هذه المنطقة، خصوصاً في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وإعطاء لمحة عن واقعها اليوم.
وقال المؤلف إن هدفه هو "كتابة تاريخ ميسور ورصد جزء من ماضيها"، وأضاف أن "العودة إلى هذا الماضي والاهتمام به ليست ترفاً فكرياً بقدر ما هي ممارسة تعزز الثقة وتقوي الشعور بالانتماء، وهذا يتماشى مع التيار الجديد في كتابة التاريخ الذي يهتم بتاريخ الشعوب التي قيل ظلماً ألاّ تاريخ لها".
وفي مقدمة الكتاب، أشار جبور إلى أن "تاريخ المغرب صُنع أيضاً على الهامش مثلما صُنع في المركز"، واستشهد بقول إيف لاكوست، باحث فرنسي ضليع في الجغرافيا السياسية مزداد بمدينة فاس، إن مفتاح المغرب هو تجارة الصحراء، وهذه التجارة كانت تمر عبر جنوب المغرب وجنوبه الشرقي، خصوصاً في المحاور الممتدة بين تافيلالت وسبتة.
وتقع ميسور، التي خصص لها جبور هذا المؤلف بعد سنتين من العمل، بالمغرب الشرقي على الطريق الوطنية رقم 15 الرابطة بين مليلية والرشيدية، وتنتمي إدارياً لإقليم بولمان وجهة فاس مكناس، وتوجد ضمن المناطق شبه الجافة، ويشتغل سكانها في الرعي والزراعات المسقية على الشريطين الأخضرين على نهري شوف الشرق وملوية.
تشتهر المنطقة بإنتاج الغاسول، ففيها يوجد مصدر هذه المادة الفريدة من نوعها، إضافة إلى الحلفاء وتربية الخيول وطائر الحبار، كما كانت المنطقة إلى حدود الستينيات أحد أهم المراكز العمرانية في المغرب الشرقي، "لكن التغيرات المناخية والعمرانية والمجالية واشتداد موجات الجفاف وانتقال شبابها نحو المدن جعلها تسجل اليوم تخلفاً واضحاً في عملية التنمية والتقدم"، حسب المؤلف.