الرباط ـ وكالات
كادت تساقطات مطرية ثلجية استثنائية، هطلت بالأطلس المتوسط، أن تحول دون تنظيم قافلة إنسانية إلى مدينة كلميمة، التابعة لإقليم الرشيدية إذ غمرت المياه الطرقات وكست الثلوج الجبال والممرات، لكن طاقم القافلة، برغبته في توزيع مساعدات غذائية على السكان المعوزين، وتسليم دراجات هوائية للتلاميذ، قاوم الصعوبات، من أجل زرع الفرحة والابتسامة على شفاه المحتاجين. انطلقت القافلة الإنسانية من الرباط، في اتجاه مدينة كلميمة، بدعم من "الجمعية المغاربية لسباق السيارات"، وبتنسيق مع “جمعية غيريس للثقافة والرياضة والأعمال الاجتماعية”، بكلميمة، وبمشاركة خبراء في المجال الاجتماعي، وتنسيقية مؤكدي الحكم الذاتي، ومشاركة إعلاميين. وتهدف القافلة الإنسانية، حسب أحمد خويا، نائب رئيس الجمعية المغاربية لسباق السيارات، إلى مساعدة سكان الدواوير، الذين يعيشون التهميش والعزلة، وتوزيع دراجات هوائية على تلاميذ القرى النائية. وقال خويا، إن معدل الدخل الفردي في هذه المنطقة ضعيف جدا، لا يتجاوز 800 درهم في الشهر، ويعاني أغلب السكان الفقر، ويرغبون في عيش كريم. وجاء في كلمة لسعيدة الإبراهيمي، رئيسة الجمعية المغاربية لسباق السيارات، أن “الهدف من القافلة هو “تأكيد تضامن الجمعية مع سكان هذه المنطقة، وخدمة المصلحة العامة للبلاد، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية”. وحسب المنظمين، سيستفيد من هذه المساعدات حوالي 300 أسرة، من مواد غذائية، تشمل الدقيق، والسكر، والشاي، والزيت، والقطاني، وأغطية، وألبسة رياضية، استعدادا لشهر رمضان، إضافة إلى توزيع 35 دراجة هوائية على التلاميذ. من جهته، قال إدريس شكري، الكاتب العام للجمعية المغاربية لسباق السيارات، إن الهدف من القوافل، هو إعطاء درس لأبناء المنطقة، الذين يشتغلون في محور الدارالبيضاء، الرباط، والقنيطرة، لأن يهتموا بمدينتهم من الناحية الاجتماعية والاقتصادية. وأضاف شكري، المتحدر من مدينة كلميمة، أن القوافل تسعى، أيضا، إلى تحريك السلطات المحلية والجهات المسؤولة، من أجل الالتفات إلى المناطق المنسية. وخلال توزيع المساعدات الغذائية والدراجات الهوائية، خطف الأضواء عبد الصمد الغرفي، بطل مسلسل “حديدان”، (المخنتر، ابن حديدان)، إذ تحلق حوله عشرات الأطفال والنساء من محبي السلسلة التلفزيونية، وأبوا إلا أن يلتقطوا معه صورا تذكارية. وقال الغرفي، إن مشاركته في القافلة تدخل في إطار العمل الإنساني، الذي “يجب أن يستمر من أجل مساعدة أطفال القرى النائية”. وأضاف “أنا سعيد جدا بمشاركتي في هذه القافلة الاجتماعية من أجل الوقوف على معاناة المحتاجين، ودعمهم، علما أنه توجد بكلميمة صناعات تقليدية في حاجة إلى دعم معنوي ومادي”. أما سعاد الحاجي، رئيسة مكتب التنسيقية الدولية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية بجهة الرباط، فقالت إن “هذه المبادرة مهمة جدا، لدعم ومساعدة السكان المحتاجين بالقرى النائية”. وقدمت المساعدات الغذائية على إيقاع رقصات فلكلورية خاصة بالمنطقة، كما قدمت مجموعة فؤاد التدلاوي للموسيقى الاستعراضية فقرات فنية، شملت أغاني وطنية. ومن بين الجمعيات المستفيدة من المساعدات الاجتماعية، “جمعية غيرس”، وجمعية “أيت موشى للبيئة والتنمية”، وجمعية “الانفتاح للبيئة والتنمية”، وجمعية “أيت يحيى أعثمان”، و”جمعية الوفاق”. يشار إلى أن مدينة كلميمة تبعد عن الرشيدية بحوالي 60 كيلومترا، وتقع في الجنوب الغربي للإقليم، ويبلغ عدد سكانها 11 ألف نسمة، ومن بين الدواوير التي ستتسفيد من المساعدات الغذائية، دوار اخليل، وتوغرة، ووقا، وقصر كلميمة، وأكاوز، وبتونفيت، ومحمد أولحسن، وأيت موشى، وأيت يحيى، والخربات، ومكامان.