عمان - المغرب اليوم
افتتحت زوجة العاهل الأردني، الملكة رانيا العبد الله، الأربعاء, أعمال المنتدى العربي للتنمية الذي تنظمه مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية الإقليمية حول أولويات التنمية في الدول العربية لمرحلة ما بعد عام 2015, بصفتها إحدى أعضاء اللجنة رفيعة المستوى لرسم أجندة التنمية العالمية لما بعد عام 2015. ويأتي هذا المنتدى، الذي يقام على مدار يومين، في ظل عملية تقييم موسّعة أطلقتها الأمم المتحدة بهدف رصد التقدّم المحرز في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وصياغة أجندة التنمية لمرحلة ما بعد 2015 , حيث يطلق المنتدى مشاورات إقليمية مع أكثر من 200 مشارك ومشاركة يمثلون المجتمع المدني والحقل الأكاديمي والقطاع الخاص، ومن جميع أنحاء المنطقة العربية للتباحث حول تحديات وأولويات التنمية في المنطقة، في إطار عصف فكري نقدي وشامل لتحديد معالم خطّة التنمية المستقبلية للمنطقة من منظور وطني وإقليمي. وسيناقش المنتدى قضايا عديدة ذات أهمية للمنطقة، ومنها الحد من الفقر، والنمو الشامل، وتوفير فرص العمل، منع الصراع، والتماسك الاجتماعي، المشاركة المجتمعية، والحكم الرشيد، الحصول على الخدمات الأساسية وجودتها – الصحة والتعليم والبيئة المستدامة ما بعد مؤتمر ريو. ويمثل المنتدى حلقة وصل بين المناقشات الإقليمية والنتائج المستخلصة من المشاورات الدائرة على الصعيد الوطني في كل من الجزائر وجيبوتي ومصر والعراق والأردن والمغرب ولبنان والسعودية والسودان واليمن. وأشادت رئيس مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية، هيلين كلارك، بالفرصة المميزة التي يوفرها هذا المنتدى للمجتمع المدني الفاعل في المنطقة العربية للعمل معًا والمساهمة بشكل عملي في النقاش العالمي حول إطار التنمية المستقبلي. وأكدت الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي لمكتب الدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتورة سيما بحوث، على أهمية المجتمع المدني كقوة دافعة للتنمية الشاملة في المنطقة العربية. وأضافت، على الرغم من الإنجازات المحقّقة، إلاّ أنّ المنطقة لا تزال عليها أن تقطع شوطًا كبيرًا فيما يتعلق ببعض الأهداف المهمة، فالتقدم في مجال مكافحة الفقر بشكل خاص ما يزال مخيباً للآمال، مشيرة إلى أن هناك ضرورة ملحة لتحديد نهج جديد للتنمية يُحاكي تطلّعات الشعب العربي ومبني على ثقة متبادلة بين المواطن والدولة، وبخاصة مع صعود جيل من الشباب أكثر اتصالًا بعالمهم الخارجي ويطالبون بقوة وعزم بمستقبل أفضل، وينبغي أن نكون على استعداد للدفاع عن التغيير الذي يريده هؤلاء الشباب. وأكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشباب أحمد هنداوي على أهمية تفعيل دور الشباب في تحقيق الأهداف الإنمائية وزيادة نسبة مشاركتهم من خلال تطبيق آليات مؤسسية تشجعهم على ذلك, مؤكدًا أن أجندة التنمية لما بعد عام 2015 ليست قائمة أمنيات فحسب، بل يمكن تحقيقها من خلال إشراك الجميع وليس الاعتماد فقط على الحكومات في عملية التنمية. واستعرض رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، الدكتور عمر الرزاز نتائج ورشة العمل الإقليمية التي عقدت في عمان الشهر الماضي برعاية ومشاركة الملكة رانيا العبدالله لوضع الأولويات الإنمائية العربية لما بعد 2015، موضحًا أن نتائج المناقشات أشارت إلى عدم اختلاف أولويات العالم العربي مع أولويات العالم التنموية بشكل عام، موضحًا أن التحديات التي تواجه المنطقة العربية لها بعض الخصوصية من حيث نموذج التنمية، وبالتالي يجب أن تكون خصوصية لطرح الحلول. وحضر افتتاح المنتدى، الحائزة على جائزة نوبل للسلام من اليمن توكل كرمان ،وهي إحدى أعضاء اللجنة رفيعة المستوى لرسم أجندة التنمية العالمية لما بعد عام 2015، والممثل المقيم للأمم المتحدة في الأردن كوستنزا فارينا، ومدير حملة الأمم المتحدة للألفية كورين ودز، ومديرو مكاتب الأمم المتحدة، إضافة إلى ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص في المنطقة العربية. أما النتائج المستخلصة من المنتدى فسوف تتبلور في تقرير رئيسي يقدّم توصيات خطة التنمية لما بعد عام 2015 والتي ستنعكس في التقرير الشامل الذي سيصدر عن مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية في حزيران/يوينه، وتقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي سيرفع إلى الجمعية العامة.